لعل من نافلة القول إن خسارة الهلال لذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أمام الشباب بثلاثية نظيفة لم تكن على البال ولا على الخاطر! ولكنها في الوقت نفسه أعطت مؤشراً حقيقياً وملموساً بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك حلقة مفقودة في معادلة الفريق الكروي، تحدث الزميل العزيز فيصل المطرفي عن جو غير صحي يسود علاقة اللاعبين بإدارة الكرة؛ بسبب عدم التساوي في منح الفرص للأفضل في مقاله (انهيار الهلال)، وتساءل الزميل العزيز أحمد العجلان عن إدارة الكرة وهل قامت بدورها وهل الدلال الذي يحظى به ويلي يوازي نصف ما يناله البقية، وأشار إلى ما يتناقله البعض حول من يرتبط من اللاعبين بعقد مع شركة تعاقدات معينة بأن له الأفضلية في التعامل! في مقاله (حتى لا نخسر الهلال) وتحدث الزميل العزيز أستاذي الكريم عبد الكريم الجاسر عندما قال بالحرف الواحد في مقاله الأخير (شكراً عبد الرحمن بن مساعد): على الهلاليين أن يعملوا على إبعاد لاعبيهم عن إشكاليات المصالح الخاصة للوكلاء والتوقيع مع هذه الشركة أو ذاك الوكيل، فوجود طرف مستفيد وصاحب صلاحية في أي مجال من المجالات أحد معوقات النجاح!! لذلك سأبدأ من حيث أجمع الزملاء الأعزاء في بعض أجزاء مقالاتهم، فعلامات الاستفهام الكثيرة التي يضعها جميع جماهير الهلال إزاء علاقة الإدارة بلاعبي الفريق لا تنتهي، نعم الخلل ليس في إدارة سمو رئيس النادي كما أشار الزميل العجلان، إنما في الأجواء الملبدة بغيوم الغموض التي تكتنف علاقة إدارة الكرة باللاعبين، لا أعتقد أن هذه الرؤية فيها تجنٍّ أو افتراء على إدارة الكرة؛ لأن الشمس كما يقال لا يغطيها (المنخل) ولا يوجد دخان بدون نار، ففي ليلة سقوط الزعيم بثلاثية الليث، كان المتابع العادي - فضلا عن القريب من كواليس النادي - يشعر بأن من يمثل فريق الهلال أشباح داخل الملعب باستثناء عنصر أو عنصرين، فهل يعقل أن تكون روح الهلال في مباراة بهذا الحجم بذلك السوء الذي شاهدناه مساء الجمعة ولم يراهن عليه ربما أسوأ المتشائمين الهلاليين؟! هل لاعبو الهلال لديهم ما يقولونه ولكنهم يفضلون الصمت المطبق على تحمل تبعات حديثهم إذا ما تكلموا؟! ثم دعوني أتساءل حول نقطة يكاد يجمع عليها الهلاليون بمختلف وجهات نظرهم ومرئياتهم، لماذا الإصرار على لاعب مفلس بمعنى الكلمة كالكوري سول الذي لا أعتقد أنه سيجد نفسه أساسيا في جميع فرق حواري الرياض فضلا عن أنديتها؟! هل سبق له اللعب أساسا في فريق كرة قدم؟! وهل اختزلت الاستفادة من المقلب سول واستأثر بها السمسار الذي قبض نصيبه ومضى؟! أسئلة حائرة تبحث عن أجوبة مقنعة، والأمل في سمو رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد لا حدود له، فسموه وعد في بداية الموسم بالمحاسبة كلما سأله الإعلام عن مستوى أداء الفريق، فسموه قد أعطى الأجهزة الإدارية كامل الصلاحيات، وفي نهاية الموسم سيبحث معهم أوجه التقصير، ولكنني أعتقد الآن أن سموه سيبحث عن أسباب الكوارث التي لحقت بالفريق لأن التقصير بلا شك موجود، نعم الفريق تأثر بإبعاد مديره الفني السابق كوزمين في الأول من مارس الماضي، ولكن ليس لدرجة الانهيار التام والتسليم الكامل للخصوم حتى بات الوصول إلى مرمى الهلال أسهل بكثير من مخارج طريق الدائري! ثم دعوني أسأل عن المواهب الهلالية التي شاهدناها في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد أين اختفت؟! وهل مصيرهم سيكون نفس المصير المتوقع لفريق شباب الهلال الذين حققوا بطولة الدوري هذا العام برباعية أمام فريق الأهلي في نفس اليوم الذي خسر فيه كبارهم بثلاثية نظيفة؟!
أين عبد العزيز الدوسري وسلمان مؤشر ومحمد الشلهوب؟! وهذا الأخير أعتقد أنه حقق أولوية تاريخية عندما استدعاه مدرب المنتخب بسيرو وهو منذ فترة طويلة على مقاعد الاحتياط في فريقه! وفي الحقيقة أشك بأن إبعاد الشلهوب نتيجة قناعة المدرب كوزمين، فعندما رحل كوزمين وأتى مساعده ثم أتى ليكنز ظلّ الشلهوب بعيدا عن التشكيل الأساسي، فهل يُعقل أن ثلاثة مدربين غير مقتنعين بالشلهوب وفي الوقت نفسه يتم استدعاؤه من قبل مدرب المنتخب للاستفادة منه في مباراتي إيران والإمارات؟!! يا لها من أسئلة حائرة لا تنتهي ولم يكن لأحد التحدث عنها لولا هاتريك الشباب الصاروخي في ليلة لم يكن فيها الهلال هو الهلال!!
محمد السالم