«الجزيرة» - الرياض
التقى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الأربعاء الماضي المشاركين في المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات في دورتها الحادية عشرة، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حالياً بفندق (الازدهار هوليدي إن) بمدينة الرياض في قاعة المرجان.
واستهل د. الفوزان اللقاء - الذي يأتي ضمن البرامج الثقافية المصاحبة للمسابقة - بالتأكيد على أن لقاءه بالمشاركين في المسابقة هو فرصة طيبة لمقابلة حفظة كتاب الله تعالى وهم يتدارسونه بينهم، مبيناً أن القرآن الكريم هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، وأنه الطريق إلى رضوان الله وإلى جناته، مستشهداً معاليه بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي). وقال د. الفوزان: إن هذا القرآن العظيم هو حجة الله على عباده، ونعمة من الله ورحمة ونور وروح وحياة تجتمع فيه كل الأوصاف العظيمة؛ لأنه كلام رب العالمين، وأشرف الكلام وأعظمه وأصدقه، نزل به الروح الأمين على محمد - صلى الله عليه وسلم - من عند الله - عز وجل -، وأمرنا الله - جل وعلا - بدراسته، وتعلمه، وتعليمه، وحفظه، وتدبره، ومعرفة معانيه، والعمل به، فلا يمكننا الانتفاع بهذا القرآن والاستفادة منه إلا بحفظه وتدبره ومعرفة معانيه، ثم العمل به كما أمر الله سبحانه؛ لأنه منهج متكامل في حياة المسلم في العقيدة والحلال والحرام والأخلاق والآداب وجميع شؤون الحياة.
وأضاف د. الفوزان أن هذا العمل الذي هو المسابقة في حفظ القرآن، وبذل المال والتشجيع لحفظته والدارسين من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو إدراك منه لما يجب على كل مسلم من الاهتمام بهذا القرآن بتعلمه، وتعليمه، والعناية به، فهذا القرآن ييسر الله - جل وعلا - له من يحمله ومن يحفظه ومن يعتني به من ولاة الأمر ومن المسلمين، كما قال الله - جل وعلا -: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَه لَحَافِظُونَ}، فمن حفظ الله له أن الأجيال تتحمله، وتحفظه، وتتدارسه، وتتعلمه، وتعلمه، وتنشره بين العباد؛ فهذا القرآن ليس لجيل دون جيل، أو لشعب دون شعب، بل هو عام للبشرية، فهو نورٌ للمؤمن، وحجة على الكافر والمشرك يوم القيامة، وحجة أيضاً على الذي يحمله ولا يعمل به؛ ولهذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (والقرآن حجة لك أو عليك)، فدراسة القرآن، وتعلمه، وتعليمه، ومعرفة معانيه إنما هي وسيلة، وطريق، والغاية والمنتهى هو العمل به كما أرد الله - سبحانه وتعالى -.
واختتم معالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان كلمته للمشاركين في المسابقة من البنين والبنات بدعوتهم إلى الصبر والمثابرة على حفظ كتاب الله، والمداومة على ذلك؛ فهو وسيلة وغاية في سبيل الله - عز وجل- حيث قال: ما جلوسنا لحفظ القرآن وصبرنا على ذلك إلا في سبيل الله - عز وجل - من تعلمه وتعليمه وإنفاق المال فيه؛ فهذا هو المجال الذي تبذل فيه الأنفس والراحة والأموال والوقت؛ فهو المجال المطلوب منا أن نتسابق فيه، وليس التسابق في حفظه فقط، بل المراد أن نتسابق في العمل به؛ فهذا هو التنافس والمسابقة الصحيحة، كما قال تعالى في محكم تنزيله:{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}. وقد أجاب معالي الدكتور صالح الفوزان في نهاية كلمته - التي نقلت عبر الدائرة التلفازية المغلقة لقاعة المتسابقات - عن أسئلة الحاضرين والمستمعات.