القدس - برلين - بلال أبو دقة
في الوقت الذي كشف فيه التلفزيون الإسرائيلي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينوي طرح مبادرة سلام خاصة به خلال أسبوعين دون الإفصاح عن فحواها، وبرغم تأكيد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية أن حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يجب أن يتحقق على أساس قيام (دولتين للشعبين) إلا أن وزير خارجية إسرائيل القومي المتطرف (افيغدور ليبرمان) دعا إلى تبني النموذج القبرصي القائم على تبادل سكاني وإقامة كيانين منفصلين، واحد لليهود وآخر للعرب..!!
واعتبر ليبرمان الذي يقوم بجولة أوروبية أن التجربة القبرصية هي المثل لإيجاد حل للنزاع في المنطقة؛ حيث يجب عمل تبادل سكاني بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعد ذلك يمكن الحديث عن دولتين كما هو الحال في قبرص؛ حيث الشمال للأتراك والجنوب لليونانيين، ودون عمل تبادل سكاني لن يكون هناك حل للنزاع وكل المفاوضات الجارية لن تخرج بأي نتائج.
وهذا التصور لدى ليبرمان يهدف إلى إخراج الفلسطينيين من مدن وقرى المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 ممن يعرفون ب (عرب 48) إلى الضفة الغربية ونقل المستوطنين من مناطق الضفة إلى القرى والمدن العربية (داخل إسرائيل)، وبعدها يمكن الحديث عن حل الدولتين.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية: (إن وزير الخارجية الإسرائيلي قد أوضح للمسؤولين الأوروبيين خلال جولته الأوروبية أن مفاوضات السلام الجارية في المنطقة لن تخرج بأي نتائج وإنما هي مضيعة للوقت والمال الذي يصرف على اجتماعات في الفنادق ودون أي جدوى، وأن هناك العديد من الأشخاص المنتفعين الذين يعتاشون على هذه المفاوضات، معتبراً أن الحلول المطروحة بخصوص الدولتين لشعبين في الوضع الحالي غير مناسبة).
وبينما أعلن مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير في لقاء مع صحفيين فلسطينيين في مدينة رام الله أن إطار العمل المتعلق بتحقيق السلام في الشرق الأوسط قد يظهر في الأسابيع القادمة مع زيارة القادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى واشنطن، أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء الماضي خلال مؤتمر صحفي عقده في برلين عقب اجتماعه بالمستشارة الألمانية انجيلا مريكل أن الولايات المتحدة تدرس حالياً استراتيجية جديدة تتمثل في دعوة الإسرائيليين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين بالإضافة إلى دول عربية أخرى للجلوس معاً لإيجاد حل للصراع الدائر بينهم منذ عقود.
