Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/05/2009 G Issue 13368
الثلاثاء 10 جمادى الأول 1430   العدد  13368
د. المرزوقي لـ«الجزيرة»:
إستراتيجيتنا تهدف لتنويع الوظائف أمام خريجي الفيزياء وعدم حصرها في التدريس

 

حاوره - راشد الزهراني:

بعد تفاقم أزمة خريجي قسم الفيزياء من جامعات وكليات المملكة العربية السعودية، حيث لم يجد الخريج وظيفة تتناسب مع مؤهلاته مما خلق هناك فئة من البطالة، وقد نظرت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة إلى أبعاد هذه الأزمة في تلمس احتياج الطلاب وتلبية رغبات سوق العمل، فقد أعدت خطة إستراتيجية كأول جامعة على مستوى الدول العربية ولمدة خمس سنوات وجاءت حافلة بالعديد من المشروعات البناءة واتسمت بنقلة قوية ومواكبة للتطوير الجامعي الحالي، وقد تزامن ذلك مع تعيين رئيس القسم الحالي الأستاذ الدكتور فهد بن مسعود المرزوقي رئيس قسم الفيزياء بالجامعة. وكان لنا لقاء مع سعادته ليلقي الضوء على الخطة الإستراتيجية الجديدة ومالها من فائدة على مستقبل أبنائنا الطلاب الخريجين وطرحنا عليه الأسئلة التالية:

* في البداية نود التعرف على أسباب قلة الإقبال على قسم الفيزياء؟

- سؤال وجيه عن قلة الإقبال على الفيزياء فذلك في نظري لاعتقاد بعض الطلاب بأن الفيزياء من العلوم الصعبة والمعقدة ولا يدرك الطالب مدى أهمية الفيزياء في الحياة وغالباً ما ينظر باستعجال في أمره للوظيفة بعد التخرج ولا يهتم بمسألة العلم للتعلم، وعندما ينظر الطالب بهذا المنظور الأحادي الزاوية لعدم نضوجه تارةً وغياب التوجية والإرشاد له تارة أخرى يجد أن الفيزياء ليس لها مجال غير التدريس، فبالتالي يقل إقبال الطلاب نحو الفيزياء لجهلهم حقيقة الفيزياء وقلة إداركهم بأهمية هذا العلم.

وإذا تحدثنا عن المؤسسات التعليمية التي تقدم الفيزياء نجد أن البعض منها لم يعط الفيزياء حقها أو لم يقدمها بصورة علمية صحيحة بحيث تشد انتباه الطالب وتحمسه لتعلم المزيد من هذه العلم، فالمدارس الثانوية هي أول مرحلة يتعرف فيها الطالب على الفيزياء بصفة مستقلة وكما نعلم أن الفيزياء علم تجريبي واستكشافي يميل للحس والمشاهدة والملاحظة الدقيقة، فنجد أن المدارس قلما توجد فيها معامل فيزيائية من الدرجة الأساسية فبالتالي يضطر المعلم لتدريس طلابه علماً مصمتاً لا يثير اهتمام الطالب على الأرجح، أما على مستوى الجامعات فالطلاب في هذه المرحلة أكثر ما يشغل بالهم الوظيفة بعد التخرج كما ذكرت سابقاً، مع العلم بأن المعامل التدريسية والبحثية في أغلب جامعات المملكة تطورت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.

وإذا نظرنا بصفة عامة للفرص الوظيفية التي يجدها الفيزيائي بعد تخرجه في بلادنا نجد أن وزارة التربية والتعليم هي الملاذ الذي نفخر ونعتز به لمعظم خريجي الفيزياء ولكن تكمن المشكلة الحقيقية إذا رغب الفيزيائي في عمل غير التدريس كأن يعمل في شركة صناعية أو مصنع أو مستشفى ولا شك أن الفيزيائي مؤهل للعمل في كل الأماكن المذكورة ولكن بسبب غياب التعاون بين أقسام الفيزياء والمؤسسات والشركات الصناعية والطبية في تأهيل طلاب من بداية دراستهم للعمل بعد التخرج في مثل هذه الأماكن، علماً أن هناك خريجين من قسم الفيزياء توفقوا في العمل في مصانع ومؤسسات خاصة ونجحوا أبدعوا في مجالهم بالمقارنة مع بعض زملائهم من الكليات العلمية التطبيقية، فيتبقى الدور على أعضاء هيئة التدريس في عمل حوافز ودعاية للفيزياء عند طلابهم وبيان أهميتها وقيام الأقسام الفيزيائية بمحاولة تنويع وظائف الفيزيائيين في المجتمع من خلال تنويع المسارات والتخصصات التدريسية حتى يبدأ الطالب التفكير بجدية للالتحاق بالفيزياء لحبه لهذا العلم ويحتسب الأجر عند الله أولاً لأن العلم عبادة ثم لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه، ولكل مجتهد نصيب.

* وهل هناك فرق بين خريج الفيزياء من جامعة الملك عبدالعزيز وأي جامعة أخرى؟

- بالطبع، فنحن في قسم الفيزياء بجامعة الملك عبدالعزيز نسعى دائماً وأبداً إلى تطبيق المعايير العالمية والدولية المتعارف عليها في التدريس الجامعي والتطوير، كما أن المقررات والمناهج التي تدرس في قسم الفيزياء بجامعة الملك عبدالعزيز هي نفس المقررات والمناهج التي تدرس في أرقى وأفضل أقسام الفيزياء في الجامعات الأولى على العالم فضلاً عن أننا في جميع مقرراتنا لا نعتمد على التلخيص والملخصات للطلاب بل نرغم الطالب بالعودة للكتاب المقرر ونوفر لهم الكتب الفيزيائية العالمية في مكتبة القسم أو المكتبة المركزية بالجامعة، أضف إلى ذلك أننا نقدم كل المقررات باللغة الإنجليزية حتى يتعرف ويتمرس الطالب على المصطلحات العلمية ويسهل عليه فهم الفيزياء.

* كيف نشأت فكرة وضع الخطة الإستراتيجية الجديدة؟

- الخطط الإستراتيجية ليست بجديدة على قسم الفيزياء بجامعة الملك عبدالعزيز فهي وضعت منذ نشأ القسم عام 1393 - 1394هـ الموافق 1973 - 1974م، فالخطة الإستراتيجية هي التي ترسم وتحدد أهداف القسم التدريسية والبحثية وكيفية تحقيقها ليصل القسم إلى أعلى مستويات التقدم والرقي حتى نلبي رغبات القسم والطالب ونسد حاجة المجتمع.

* نسمع عن سعي القسم للحصول على الاعتماد الأكاديمي.. فهل لوضع الإستراتيجية علاقة بذلك؟

- نعم بالتأكيد فمن ضمن أهداف الخطة الإستراتيجية الجديدة للقسم هو الحصول على الاعتماد الأكاديمي للقسم، إضافة إلى أننا قمنا بتشكيل لجنة مستقلة متكاملة تدعى (لجنة الإعتماد الأكاديمي) تتكون من رئيس لجنة وأعضاء من الشطرين وتقوم اللجنة بمهام وواجبات معينة كما أن لها حقوقاً وتسيهلات حسبما يتطلب الأمر في سبيل الحصول على الاعتماد الأكاديمي الذي أصبح هدفاً كل الأقسام في الجامعات لأنها تفتح للقسم مزيداً من القبول في أوساط المجتمع العلمي والعالمي، ولا ننسى الدعم والمؤازرة السخية التي يتلقاها قسم الفيزياء في هذا المجال سواء من عمادة كلية العلوم متمثلة في عميدها سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف عبيد وكذلك الدعم السخي واللامحدود من الجهات العليا بالجامعة متمثلة في معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب، فلهم بعد الله كل الشكر والتقدير والامتنان على جهودهم الجبارة وما يقدمونه من دعم وتسهيلات لقسم الفيزياء.

* ما هي أهداف الخطة الإستراتيجية؟

- الخطة الإستراتيجية هدفها الرئيس هو الرقي والتقدم بقسم الفيزياء ليصبح في مقدمة الأقسام العلمية الأخرى ويواكب التطور العلمي الفيزيائي الحاصل في العالم أجمع ولكن حتى نصل لهذا الهدف الرئيس العام والشامل يتطلب أن نقيم وضعنا الحالي لننظر أين نحن من هذه البوتقة العالمية ثم نبدأ بتشخيص المشكلات وبعدها نعرض الحلول وكل ذلك يتطلب أن نسير خطوة بخطوة وألا نقدم على خطوة حتى تنجح الخطوة التي قبلها بنسبة عالية مع مراعاة الإيجابيات والسلبيات، وحالياً تتلخص أبرز أهداف الخطة الإستراتيجية في ما يلي:

1 - استثمار الموارد المتاحة من رفع لمستوى الطلاب التعليمي وتطوير عضو هيئة التدريس والاهتمام بالمواد والمناهج.

2 - تطوير التعليم للمرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وحسب ما يحتاج ويتطلب المجتمع.

3 - تشجيع البحث العلمي والإبداع وتوفير الدورات التدريبية والندوات.

4 - التعاون المشترك في الأبحاث والتوسع التعاوني مع الشركات ذات العلاقة.

5 - التنسيق مع الجهات الحكومية والشركات الخاصة في إمكانية توفير دورات تدريبية للطلاب المتوقع تخرجهم بحيث تؤهلهم هذه الدورات للعمل في نفس هذه المؤسسات والشركات.

* هل ستكون هذه الإستراتيجية كسابقيها مجرد أفكار مطروحة أم أن هناك ما هو أكثر من ذلك؟

- أولاً شهادة حق أقولها في جامعة الملك عبدالعزيز ثم قسم الفيزياء أنه منذ إنشاء القسم وأنا أحد طلابه ثم أحد أعضائه حالياً لم تكن يوماً الخطط الإستراتيجية التي توضع للقسم مجرد أفكار مطروحة إنما يتفاوت التطبيق الفعلي المتكامل لهذه الخطط الإستراتيجية من فترة إلى فترة أخرى حسب الإمكانات المتوفرة والتي أيضاً تتطور بين الحين والآخر ولكن بالعزيمة والإصرار والتحدي وهذا ما رأيته وأراه دوماً في جامعة الملك عبدالعزيز وقسم الفيزياء على تنفيذ خططها الإستراتيجية، وحالياً في قسم الفيزياء أنجزنا قدراً كبيراً من الإستراتيجية الجديدة، ولا ننسى أن التطوير والتغيير يحتاج وقتاً من الزمن ومزيداً من الجهد، وكان الله في عون الجميع.

* ما هو نصيب المجتمع من هذه الإستراتيجية؟

- المجتمع هو صاحب الحظ الأوفر حيث إن المشروعات البحثية التي هي أحد أهداف الإستراتيجية تنصب مباشرة لصالح المجتمع، فهناك مشروعات مقدمة من قسم الفيزياء في مجال البيئة والطاقة المتجددة وكذلك مشروعات في تقنية النانو ومشروعات في الإشعاع والتي تسهم في تنمية المجتمع ورقيه، بل سيصبح الفيزيائي المطلوب الأول في المجتمع بكل أطيافه.

* ما هو نصيب البحث العلمي؟

- نال البحث العلمي نصيب الأسد في هذه الإستراتيجية عن طريق إنشاء وتنشيط المجموعات البحثية المتخصصة من مجالات الفيزياء المختلفة لإنجاز البحوث العلمية المدعمة سواء من داخل الجامعة أو خارجها، كذلك تقديم العديد من المشروعات البحثية القصيرة التي تدعمها عمادة البحث العلمي أو الأبحاث الطويلة التي تدعمها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى أنه تم تزويد ودعم قسم الفيزياء بأحدث الأجهزة البحثية الجديدة والمتطورة علمياً وتقنياً لدعم البحث العلمي في مختلف المجالات.

* متى سيكون التطبيق الفعلي لها؟

- التطبيق الفعلي للخطة الإستراتيجية لم يتوقف ليبدأ فهي مستمرة دائماً ولم ننته من الخطط الحالية، فقد قمنا بوضع مدة زمنية متوازنة وهي خمس سنوات يتم خلالها التطبيق الفعلي والمتكامل للخطة، وبعد الإنتهاء من التطبيق خلال هذه السنوات الخمس سننظر إلى النتائج الإيجابية مع مراعاة وتجنب النتائج السلبية في المستقبل، وسيتم تقييم جديد للوضع الذي سنصل إليه لنضع من جديد إما حلولاً وبدائل أو خطة تطويرية جديدة في الإستراتيجية اللاحقة.

* معنى ذلك هل سيحظى الخريج على مكان في سوق العمل؟

- نعم وهذا هو من أهم أهداف الإستراتيجية الحالية وهو تنوع الوظائف للخريج الفيزيائي وعدم انحصارها في سلك التدريس فقط، ونحن نسعى في أن نأهل خريج الفيزياء حسب ما يتطلب سوق العمل وذلك من خلال عمل عدة مسارات في المرحلة الجامعية وتخصصات في مرحلة الدراسات العليا بحيث تتناسب وتتوافق مع متطلبات سوق العمل من شركات صناعية وتجارية ومصانع ومستشفيات ومدارس ومعاهد، ونسعى دوماً في الحصول وتفعيل أي تعاون مع الشركات والمصانع والمستشفيات.

* هل سيكون هناك تعاون مع شركات القطاع الخاص؟

- حسب الخطة المطروحة الآن للنقاش نحن نقوم ونسعى دوماً وراء هذا النوع من التعاون مع شركات القطاع الخاص الذي يعم بالفائدة علينا وعليهم، بل أننا نرحب بأي مؤسسة حكومية أو شركة خاصة بالتعاون وحل أي صعوبات تواجههم بحيث نقوم بصياغة واقتراح نقاط بحثية في مجالات تخدم هذه المؤسسات والشركات لحل هذه الصعوبات من قبل المجموعات البحثية المتوفرة بالقسم، ولا مانع لدينا من عمل مسارات تدريسية في المرحلة الجامعية أو تخصصات في مرحلة الدراسات العليا تتناسب مع متطلبات أي شركة ترغب تحقيقها في موظفيها على أن يكون هذا التعاون يعود بالفائدة على خريجي الفيزياء وتقام لهم تسهيلات في توظيفهم وإعطائهم حوافز وظيفية مجزية... والله ولي التوفيق.

* وكم عدد طلاب الفيزياء؟

- عدد الطلاب 70 طالباً و50 طالبة بكالوريس وهناك 4 طلاب يحضرون الماجستير وعدد 15 طالبة يحضرن الماجستير في تخصصات متنوعة منها النانو - الإلكترونيات (تقنية النانو) وكذلك فيزياء الليزر والأشعة والفيزياء الطبية وغيرها.

في الختام لا يسعنا إلا أن نشكر الأستاذ الدكتور فهد بن مسعود المرزوقي على عرضه مرئيات قسم الفيزياء والإستراتيجية القادمة ونتمنى للقسم مزيداً من التقدم والنمو والازدهار.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد