الجزائر - محمود أبو بكر:
في أول تنفيذ للوعود الانتخابية التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، شرعت أجهزة الأمن، المختصة في محاربة الإرهاب بالجزائر، في عمليات (الفرصة الأخيرة) للاتصال بقيادات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، في عرض يشمل التخلي عن العمليات الإرهابية مقابل الاستفادة من إجراءات المصالحة التي تضمنها مشروع (السلم والمصالحة).
وحسب مصدر أمني مطلع فإن الأمن قد شرع في هذه العمليات من أجل حمل الإرهابيين على التوبة، حقناً للدماء، وذلك من خلال أفراد (لجنة الاتصالات) الذي أحال الموضوع على الرجل الثاني في التنظيم، صلاح قاسمي، الناطق باسم القاعدة ومسؤول الدعاية بها.
وأفاد المصدر أن مصالح الأمن باشرت، منذ الخامس والعشرين من أبريل الماضي، في اتصالات مكثفة مع قيادة فرع القاعدة في شمال إفريقيا لحثها على وضع السلاح كآخر فرصة أمامها للاستفادة من تدابير المصالحة.
وحسب ذات المصدر فإن الاتصال جرى هاتفياً مع عضو في (لجنة الاتصالات) يسمى عمر شاوش ويكنى (عمر الجند)، والذي رفض الخوض في الموضوع وقال لمحدثيه من أجهزة الأمن إن المسؤول عن أي مبادرة تتعلق بالتفاوض مع السلطات هو صلاح قاسمي المعروف ب(صلاح أبو محمد)، رئيس اللجنة الإعلامية بتنظيم القاعدة والمشرف على قسمها الدعائي.
ونقل المصدر عن (عمر الجند) قوله لأجهزة الأمن: (لست مخولاً بالتحادث معكم، عليكم الاتصال بالأخ أبو محمد لأنه الشخص المؤهل للتعامل معكم). وطلبت أجهزة الأمن من عضو لجنة الاتصالات تبليغ رسالة إلى قيادة القاعدة، مفادها أن السلطات تمنح لهم فرصة أخيرة لمراجعة أنفسهم لأن مواصلة النشاط المسلح يقودهم إلى طريق مسدود.