بيشاو - إسلام آباد - واشنطن – وكالات:
بدا اتفاق سلام بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان على وشك الانهيار أمس الاثنين، حيث هددت السلطات باستئناف العمل العسكري فيما قام عناصر طالبان بدوريات في وادي سوات في تحد لقرار فرض حظر التجول. وتصاعدت حدة التوتر بين الحكومة التي تخضع لضغوطات أميركية لتوسيع نطاق هجوم أطلقته للقضاء على الناشطين، ومتطرفي طالبان. ويرى محلّلون أن الاتفاق الهش الذي وقع قبل ثلاثة أشهر ونص على إقامة محاكم شرعية في وادي سوات (شمال غرب) مقابل قيام طالبان بوقف القتال ونزع أسلحتها أصبح مهدداً الآن. وذكر سكان في وادي سوات أن مسلحين ينتمون إلى حركة طالبان يقومون الاثنين بدوريات في شوارع مدن هذه المنطقة الواقعة شمال غرب باكستان، متحدين منعاً لتجول فرضه الجيش بعد رفضهم محكمة استئناف إسلامية أنشئت بموجب اتفاق السلام. وقال أحد سكان في المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس (أنها المرة الأولى التي يستأنف فيها طالبان دورياتهم المسلحة في مينغورا)، أبرز مدن وادي سوات منذ وقف إطلاق النار. وصرح رجل آخر طلب عدم كشف هويته أن (الرعب يسيطر مجدداً على المدينة). وأضاف (لا تذكروا اسمي لأن طالبان سيعثروا علي ويقتلونني). وأوضح شاهد ثالث أن مقاتلي طالبان (يتخذون مجدداً مواقع على أسطح الأبنية)، بينما أكّد مصدر آخر من سكان المدينة أن مقاتلي طالبان استعادوا مباني كانوا تخلوا عنها بموجب اتفاقهم مع الحكومة. وهدد وزير محلي في سوات عناصر طالبان بحملة عسكرية جديدة بعدما رفضوا محكمة الاستئناف الإسلامية.
وقال واجد علي خان إن دوريات طالبان تعتبر (انتهاكاً واضحاً لاتفاق السلام هدفه تحدي سلطة الحكومة) في المنطقة. وأضاف (سنحاول حل هذه المسائل عبر التفاوض. لكن إذا رفضوا الالتزام باتفاق السلام فلن يكون لدى الحكومة من خيار سوى اطلاق عملية ضدهم).
من جهته هدّد المتحدث باسم طالبان مسلم خان بالرد، مشيراً إلى أن المقاتلين ليسوا الجهة الموقعة على اتفاق شباط - فبراير. وقال خان (ليس لدينا أي اتفاق مع الحكومة وإذا هاجمتنا القوات الأمنية فسنرد).
من جانب آخر ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ليل الأحد الاثنين أن الإدارة الأميركية تشعر بقلق متزايد على سلامة الترسانة النووية لباكستان مع تصاعد نشاط المتطرفين في هذا البلد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن إدارة الرئيس باراك أوباما قلقة من إمكانية استيلاء ناشطين على أسلحة أثناء نقلها أو إدخال مؤوين لهم إلى مختبرات أو منشآت لإنتاج الوقود. وأكد هؤلاء المسؤولون أنه ليس هناك أي سبب للاعتقاد بأن الترسانة التي يتمركز الجزء الأكبر منها في جنوب إسلام آباد، تواجه خطراً وشيكاً.