Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/05/2009 G Issue 13368
الثلاثاء 10 جمادى الأول 1430   العدد  13368
أضواء
محاصرة وباء إنفلونزا الخنازير
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

ولأن الدول العربية جزء من المجتمع الدولي، وأبناء الأمة العربية يشاركون سكان هذا الكوكب الذي يعيش على سطحه مليارات البشر، والعرب مثلهم مثل غيرهم من الكائنات البشرية ومن الأمم التي يصيبها وينالها ما ينال غيرها من مشاكل ومصاعب وأمراض وأوبئة مثلما تشاركهم خيرات الأرض وما تحتويه من ثروات موزعة بحكمة رب عادل وقادر، فالبعض يتمتع بأجواء طيبة، وآخرون بأراضٍ معطاء تدر الخير بما تحتضنه من خيرات المياه والأرض الخصبة فتطعم أهلها وتفيض بخيرها على الآخرين جالبة المال لاستثماره في أوجه أخرى، وآخرون يعوضهم الله عن الأجواء الحارة وعقم الأرض وقلة المياه بثروات في باطن الأرض تدر الخير بما تعطيه من ثروات معدنية ونفط وغاز وذهب وفضة تجلب الثروة والرفاهية لمن حباهم الله بهذا الرزق الوفير.

وهكذا تقسم الأرزاق فكل له نصيب في خير الأرض وعطائها. ومثلما تنال الشعوب والأمم نصيبها من خير الأرض، فهي أيضاً تتحمل نصيبها مما يصيب سكان الأرض، واليوم تواجه البشرية خطر تفشي وباء وانتشار فيروس إنفلونزا الخنازير الذي تقول معلومات منظمة الصحة الدولية إن نصف سكان العالم سيصابون بهذا الوباء إن لم تتضافر الجهود الدولية للتصدي لهذا الوباء الذي ابتليت به البشرية جمعاء.

والتصدي لهذا الوباء ليس فقط في توفير اللقاحات والتطعيمات والأدوية العلاجية بل أيضاً في تعزيز الجهود وتكثيف العمل للحد من انتشار فيروس المرض وحصره في الأماكن التي ظهر فيها والتي وصلها في الدول التي ظهر فيها المرض وعزلها عن الدول الأخرى، وهذا لا يتم إلا عبر تبادل المعلومات والتعامل بشفافية مع الإصابات التي تحصل في البلدان التي ينتقل إليها فيروس المرض.

واليوم تحتضن مدينة الرياض اجتماعاً طارئاً للمكتب التنفيذي لوزراء الصحة العرب لبحث تأثيرات إنفلونزا الخنازير على الدول العربية ووضع السبل الكفيلة لمواجهتها وهذا الاجتماع الذي يأتي استجابة لتطورات تفشي هذا الوباء حيث يلاحظ سرعة تنقله، إذ وصلت حالات الإصابة به إلى أقصى جهات المعمورة، فقد رصدت حالات في الصين والفلبين إضافة إلى ما ضبط من حالات في أكثر من بلد أوروبي فضلاً عن الدولة (المكسيك) التي تفشى فيها فيروس المرض أولاً لينتقل إلى الجارة الولايات المتحدة الأمريكية التي انتشر الوباء فيها حيث سجلت في خمسة عشر ولاية إصابات مؤكدة.

التحرك العربي جزء من تحرك دولي، واجتماع الرياض اليوم يدخل ضمن هذه الجهود التي يجب أن تكثف وأن لا تتراخى الجهات الصحية والرقابية لمحاصرة هذا الوباء الخطير الذي وإن لم يصل بعد إلى الأرض العربية، إلا أن الواجب أن نحمي أرضنا وأهلنا من هذا الوباء وغيره من الأوبئة التي بدأت تتكاثر وتظهر بين الفينة والأخرى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد