Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/05/2009 G Issue 13368
الثلاثاء 10 جمادى الأول 1430   العدد  13368
المنشود
باص الأمين.. هل هو حقاً أمين؟!
رقية سليمان الهويريني

 

مشكلتنا من خلال عبارات قالتها تلميذات المرحلة الابتدائية بكل براءة عن مغامراتهن وشقاوتهن التي يمارسنها على متن حافلات الأمين، تحدثت مجموعة منهن عن تلك المغامرات وأوردن عدة ممارسات مؤلمة حينا، ومضحكة حينا آخر، وفي كل الأحوال هي عجيبة! من أبرزها:

- التدافع عند ركوب الحافلة وسقوط ذوات الأجساد الصغيرة أو النحيفة بين الأرجل والغلبة للأقوى والأضخم دائما.

- حجز المقاعد للصديقات، والمعارف وبنات الجيران، أو حجزها للتمدد والاسترخاء بعد يوم حافل، وحدوث معارك كلامية ومشادات يدوية أثناء الإصرار على الجلوس، وغالباً تكون الحقيبة أحد الركاب المحظوظين بمقعد، بينما تبقى جموعٌ من التلميذات وقوفاً في الممر.

- لا تعجب حين تجد (العلك) وقد علق بمريول ابنتك حيث الاجترار يظل عُرفاً وعادة تتوارثها الأجيال ليستقر على الأبواب أو الجدران أو مقاعد الحافلات أو يتمدد مرتخيا على الأرض!!

- ولا تعجب أيضاً عندما تصل ابنتك للبيت وفيها إصابات وجروح وكدمات فهذه ضريبة النقل المجاني!

- ظاهرة السلام والتلويح باليد على المعلمات اللطيفات، ومناداة المعلمات القاسيات وذكر أسمائهن أو معيارتهن و(الكش) عليهن وعلى زميلاتهن الطالبات في السيارات الأخرى.

- ظاهرة الوداع اليومية التي تمارسها الصغيرات عندما تقف الحافلة أمام منزل إحدى التلميذات، فتجيش مشاعر الباقيات ليتركن مقاعدهن ويتسابقن لوداعها حتى دخولها منزلها، وقد يدخلن معها أحياناً للسلام على إخوانها الصغار أو المولود الجديد، وشغالتهم (كوسوما)، وقد يتسابقن ليشاهدن ما لديها من عرائس أو أجهزة اللعب الإلكترونية الجديدة!

- ظاهرة الاكتشاف اليومية التي تمارسها الصغيرات بالضغط على أزرار قمرة القيادة وتحريك عجلة السواقة وإحداث فوضى وإشغال السائق عن مهمته، ناهيك عن التدافع عليه، وورطته وحيرته أمام طوفان التلميذات.

- لا تكاد تفرق التلميذات بين السائق الشخصي للأسرة وسائق الحافلة، حيث يطلبن منه التوقف عند البقالة لشراء الحلويات والمشروبات، ويصل الأمر للتوسل له بالتوقف، وقد يفعل ذلك بالمقايضة على التزام الهدوء والصمت!

- يتفاجأ سائق الحافلة برفض إحدى التلميذات النزول عند وصولها لمنزلها بسبب قصة أو حكاية لم تنهها مع زميلتها، فتطلب منه تأجيل نزولها وترجوه توصيل باقي زميلاتها قبلها لتشعر بالمتعة الكافية تطبيقاً لشعار قديم للنقل الجماعي (دع القيادة لنا، واستمتع بالرحلة)!

ولا يقف الأمر عند ذلك، فحافلات الأمين قد أشغلت - أيضاً - إدارات المدارس وأضافت عبئاً عليها حيث فرغت لهن تقريباً موظفة مسؤولة عن حصر الطالبات وتوزيع بطاقات الركوب عليهن وإرسال الأسماء للإدارة العامة لتعليم البنات، وتزويدها بتقرير أسبوعي، ورغم ذلك تتلقى المدرسة يومياً شكاوى وإشكالات من الأهالي بخصوص النقل.

وكأني بوزارة التربية والتعليم وقد وفرت حافلة واحدة فقط لكل مدرسة فتحولت إلى حكاية الزير الشهيرة، حيث حشدت الجهود وفرغت الموظفات وبددت الأوقات، بينما ما يحدث في الحافلة من مخاطر ومفارقات أبعد ما يكون عن السلامة والأمانة!!

rogaia143 @hotmail.Com
ص.ب260564 الرياض11342



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد