كلما حل الصيف تكون منطقتنا أكثر سخونة من أي منطقة أخرى، ليس بسبب الطقس، ولكن بسبب الأزمات التي تحل على المنطقة، وغالبا ما يكون مصدرها إسرائيل. ونخشى أن يكون هذا الصيف من النوع شديد السخونة؛ وذلك نظرا إلى المخاطر التي تواجهها المنطقة بسبب مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي. فقد توقع تقرير صادر عن معهد رؤوت الأمني الإسرائيلي حدوث هزة أرضية بقوة ست درجات على مقياس ريختر في صحراء النقب، التي يقع فيها مفاعل ديمونة النووي، وذلك خلال الفترة ما بين يونيو ويوليو من السنة الجارية. ووفقا للتقرير فإن الزلزال المحتمل سيتسبب في حدوث شرخ كبير في المفاعل ينجم عنه تسرب إشعاعي وحدوث سحابة نووية قاتلة فوق إسرائيل ودول الجوار، وهي الأردن ومصر وفلسطين وسوريا. وإذا ما اشتدت الرياح فإن الخطر سيتعدى هذه الدول إلى عموم المنطقة!.
ونحن أمام هذا الخطر المحتمل، ماذا يمكن لنا نحن العرب أن نفعله؟ مع الأسف نلحظ أننا لا نقوم بشيء يذكر في هذا الخصوص، مع أن مخاطر هذا المفاعل المتهالك لا ترتبط فقط بالحروب، ولكن أيضا بالزلازل التي لا يستطيع أحد أن يمنعها متى ما قدر الله أن تحدث.
وفي الحقيقة يمكن أن نقوم بحملة دبلوماسية عالمية واسعة وفي أروقة الأمم المتحدة، بل وعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة مخاطر هذا المفاعل الكارثية، واستصدار قرار واضح في هذا الشأن لحماية المنطقة، قرار يجبر إسرائيل بإخضاع جميع منشآتها النووية للتفتيش الدولي، ولا يمكن السماح لها بأن تظل خارج نطاق التفتيش في ظل الدعوات الدولية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
كما لا يمكن السماح بتطبيق معايير مزدوجة فيما يتعلق بالنووي؛ فكما تتم مراقبة النشاطات النووية لبعض الدول مراقبة صارمة لا بد كذلك من تطبيق المعيار نفسه مع إسرائيل. وقد صدق العالم النووي الإسرائيلي موردخاي فعنونو الذي كشف للعالم قدرات إسرائيل النووية قبيل تحرره بعد 18 عاما من السجن عندما قال: (آمل أن تدمر هذه المحطة كما دمرت المحطة النووية العراقية)، في إشارة إلى مفاعل تموز العراقي الذي قصف في غارة إسرائيلية في 1981!.