جدة - عبدالله الدماس:
حذر الخبير العقاري ورجل الأعمال يوسف بن عوض الأحمدي من تفاقم أزمة الإسكان في كافة مدن المملكة، ومن النتائج التي يمكن أن تنتج عن تلك الأزمة في ظل قلة العرض وزيادة الطلب، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع على عاتق القطاعين العام والخاص في ظل ما تشهده المملكة من ثروة عقارية كبرى يجب استغلالها لحل مشكلة أزمة الإسكان وتوفيره للمواطن بأقل التكاليف.
وقال الأحمدي ل(الجزيرة): ان هناك عزوفاً عن الاستثمار في البناء من أجل التأجير لغياب الضوابط التي تضمن العلاقة بين المستثمر والمستأجر.
وأوضح الأحمدي أن مكة تشهد نهضة عقارية كبيرة وذلك بعد المشاريع التي أعلن عنها مؤخرا لتطوير المنطقة المركزية للحرم مثل قطار الحرمين المشاعر، وقال إن هناك طلبات من قبل مستثمرين على المواقع المجاورة للمنطقة المركزية للحرم، مبيناً ان حجم البناء للإسكان الموسمي يتصدر حجم المشاريع القائمة والجاري تنفيذها حالياً في مكة.
وأكد أنه طرح في دراسة سابقة قدمها للجهات المعنية بأن يتم الاستفادة من الأراضي الفضاء التي تملكها الدولة من خلال أمانات المدن بالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك بتخصيص مساحات كبيرة لا تقل عن 10 ملايين متر للشركات المطورة، بحيث يتم إعطاء الشركة نسبة معينة من مساحة الأرض مقابل عمل البنية التحية من تخطيط ورصف وإنارة ويتم بعد ذلك تسليمها للدولة بعد أن يتم تشكيل لجنة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والمالية والتخطيط والشؤون الاجتماعية، إضافة إلى وزارة العدل وصندوق التنمية العقاري لكي يتم بيعها على المواطنين بأسعار تكون في متناولهم.
واستشهد الأحمدي بواحدة من الأفكار التي تم اقتراحها سابقا لوزارة الصحة وذلك بإنشاء مستشفيات تعاونية تشمل جميع شرائح المجتمع، حيث إن تلك الفكرة ستخدم حوالي 11 مليون موظف سواء في القطاع العام أو الخاص ومن هم على قائمة الضمان الاجتماعي بإقامتها على أراض يمكن للوزارة توفيرها، وقال إن الفكرة ستسهم في خفض تكاليف العلاج.
وطالب الأحمدي الشركات العاملة في التطوير حول الحرم على التركيز على الطرق بالدرجة الأولى لأن مكة تعيش أزمة طرق وبنية تحتية، قبل أن يتم التركيز على المشاريع العمرانية، وقال إن على الشركات الانتباه إلى ذلك حتى لا تقع في أخطاء الشركات السابقة، وأن لا ينظر البعض إلى الأفكار التي قدمت بأنها صعبة التطبيق على الواقع، وقال: نحن نعمل بمقولة الأمير خالد الفيصل (لا بد من مواجهة ثقافة الإحباط) وهذه أعطتنا دافعاً كبيراً لكي نمضي وفق رؤية أمير المنطقة نحو العالم الأول.
