Al Jazirah NewsPaper Monday  04/05/2009 G Issue 13367
الأثنين 09 جمادى الأول 1430   العدد  13367
في كتاب صدر بعنوان: (الملك عبدالله ملك القلوب والإنسانية)
الأمير مشعل: التواضع والتلقائية والأريحية طبع أصيل في شخصية الملك الإنسان

 

«الجزيرة» - الرياض

القادة في حياة الأمم يتعددون، ولكن القلة القليلة هي التي تحفر بصماتها في ذاكرة الشعوب، وتحتل مكانها العميق في القلوب حباً وامتناناً وتقديراً. ولغة القلب والإنسانية كانت هي المفتاح الذي دخل به الملك عبدالله إلى قلوب الجميع، بهذه الكلمات في كتاب (عبدالله بن عبدالعزيز ملك القلوب والإنسانية) افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس هيئة البيعة مقدمة الإصدار الذي أعده وألّفه ماجد مترك الصماخ بن الجيطاء، وذكر الأمير مشعل في المقدمة أن كل من اقترب من هذا الزعيم الإنسان وجده بحراً في التواضع والتعامل الإنساني التلقائي، وأُفقاً ممتداً في البساطة والأريحية والإقبال على الناس، يفعل ذلك بسجية هي طبع أصيل في مكونه النفسي، ويعطي من روحه الشفافة أبعاداً عميقة من الحب والدفء الإنساني. مضيفاً سموه: هذا الكتاب لامس أجزاء مهمة من شخصية الملك عبدالله الإنسانية؛ لذلك جاء مفعماً بعوامل الجذب لقراءته والإبحار في مضامينه، ولعل الإحاطة الكاملة بكل جوانب شخصية خادم الحرمين الشريفين عمل يحتاج إلى أسفار لكنه جهد يمثل خطوة من أجل توثيق بعض الجوانب في شخصية الملك عبدالله حفظه الله وأمده بعونه.واستعرض المؤلف ابن الجيطاء مميزات وصفات خادم الحرمين الشريفين من حيث الشجاعة والصدق في الأقوال والأفعال والحكمة والأمانة والغيرة على دينه ووطنه ومواطنيه والبر في حق والديه ووطنه وحاكم عادل بين أفراد شعبه قبل تقلده مقاليد الحكم وبعده.. قائد فذ عطوف ومرح في أوساط مجتمعه، يهتم بكبار السن والأطفال والنساء، والتواضع الإنساني الجم أكسبه حب الجميع فهو دوماً ضد الكبرياء والتعالي والنفاق، حارب كل أنواع الفساد الأخلاقي والإداري، قائد إسلامي فذ، يهتم بشؤون المسلمين، كما أنه فارس العرب.واستعرض المؤلف جوانب من مسيرة الملك عبدالله العملية منذ عام 1383هـ حينما تم تعيينه رئيساً للحرس الوطني؛ حيث استعرض وفاءه لوطنه واهتمامه بقضايا الفقر ومعالجتها بجانب إنسانيته النبيلة، وهي مصدر الحب الفياض الذي يملأ قلوب مواطنيه وشعبه، إضافة إلى مقتطفات من بعض أقوال الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تؤكد منهجه في الحياة والحكم ومواقفه - حفظه الله - من الإرهاب ومبادرته للسلام في الشرق الأوسط والمشروعات الوطنية ورعاية الموهوبين وعمليات فصل التوائم السيامية وحملات التبرعات الشعبية ومواقفه من القضايا الشرق أوسطية.واحتوى الكتاب على صور تاريخية نادرة للملك عبدالله داخل وخارج المملكة. وبقي القول إن الكتاب جاء حاوياً على جوانب مهمة من حياة الملك الإنسان بإخراج فني فاخر ومضامين في غاية الأهمية.

الباب المفتوح

انتهج الملك عبدالله بن عبدالعزيز سياسة الباب المفتوح المهتم بالقضايا الصغيرة للمواطن العادي وانتهاءً بهموم الدولة الكبيرة، كما انتهج مبدأ الاتصالات المباشرة بمواطنيه في أماكن وجودهم حيث يسكنون؛ ليرى على الطبيعة واقع حياتهم وماذا ينفعهم من مطالب العيش الكريم الذي يحقق كرامة المواطن وعزته في قناعاته الشخصية؛ لذا كانت زيارته - أيده الله - للأسواق الشعبية والأكل من الطعام الشعبي الذي يأكله كل مواطن عادي، وزار الأحياء الشعبية التي ما زالت موجودة، والتقى بساكنيها من آباء وأطفال، فكانت لفتة إنسانية بارعة من قائد التفّ حوله الفقراء داخل مساكنهم فنسوا همومهم فرحاً بزيارته لهم، ولكنه لم ينس همومهم وتلمُّس احتياجاتهم على الطبيعة، يتفقد ملابسهم وأثاثهم وما وصل إليهم وما لم يصل إليهم من الخدمات العامة؛ لذا كان لا وجود لحائل بين الملك عبدالله يمنعه وبين شعبه في زمن تزايدت فيه الأخطار في جميع المواقف والأحداث؛ فيتحتم أن يكون هناك الكثير من الإحاطة بالشخصيات العامة وتأمينها، ولكننا رأينا أن الملك عبدالله عندما ينزل إلى الشارع والأسواق العامة والمراكز التجارية يتجول بكل حرية وعفوية دون حراسة.. ويرى كثيرون أن تواضع الملك عبدالله وما تكسبه شخصيته من صفات نادرة أعطيا الغرب صورة رائعة عن الإنسان المسلم العربي السعودي.. وعندما كسر الملك عبدالله حاجز البروتوكولات الرسمية بتجوله في الأسواق الأمريكية في إحدى الزيارات وممازحته للشعب الأمريكي بكل بساطة كانت الرسالة التي أراد أن يوصلها الفارس العربي المسلم إلى الغرب، وقد وصلت سريعاً ولاقت تلك المواقف والمشاهد أصداءً إيجابية.

من أقوال الملك عبدالله:

ومن أقواله - حفظه الله - التي أوردها المؤلف (غايتي في هذه الحياة خدمة ديني وخدمة هذا الشعب)، و(نحن ولله الحمد بفضل الله ثم بفضل الإسلام لسنا أكاسرة ولا أباطرة، أدينا أدب الإسلام ولا عزة لنا إلا بالله ثم بالإسلام)، و(إن الشباب هم أمل الأمة المشرق وذخيرتها وعدتها للمستقبل بإذن الله، فإذا أحسن تربيتهم والعناية بهم من قبل أسرهم وحكوماتهم، وأحسنوا هم بدورهم استثمار طاقاتهم الكامنة والاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة لهم على الوجه الأمثل في كل نافع مفيد، تقدمت الأمة بهم وعلا شأنها، وإلا كان التخلف مصيرها)، و(من نحن بدون المواطن) مقولة شهيرة لخادم الحرمين الشريفين أعلن مجلس الوزراء اتخاذها منهجاً لعمل كل الأجهزة والمؤسسات الحكومية. وكذلك من أقواله (نظامنا كما تعلمون ليس نظاماً سلطوياً محوره الحاكم بل إنه نظام الوسطية والوسط، فلا تطرف ولا جمود ولا جموح ولا قعود، بل استمساك وتفاعل بتراثنا وحاضرنا وانفتاح على عالمنا).

وبهذه الكلمات يسير خادم الحرمين الشريفين ودولته الرشيدة وشعبه الوفي نحو مسارات العصر لترسيخ بناء المملكة ومواكبة المستجدات والتفاعل معها دون التخلي عن مبادئ الدولة وأهدافها ورسالتها السامية.

الإنجازات والمشروعات الوطنية

إنجازات الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما هي إلا دليل على وفاء هذا الملك لأهله ووطنه؛ فهو معايش لكل مشكلات الوطن وقضاياه، يتأثر ويؤثر فيها، يقود ويشارك في إحداث نهضة شاملة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والصناعية والصحية، ومنذ أن تولى رئاسة الحرس الوطني قبل 40 عاماً نجد أن جميع الإنجازات والتطورات التي تحدث مصدرها لدى خادم الحرمين الشريفين واحد ألا وهو الوفاء لهذا الوطن؛ فهي إنجازات متنوعة وشاملة لكل المجالات؛ ما تدلل على الإخلاص في العمل والوفاء للوطن والحرص على تحقيق نهضة شاملة لهذا الكيان الكبير والعمل على دعم الفئات ذات الدخول المحدودة والفقراء وانتشالهم من هذه الحالة غير الطبيعية إلى حالة يستطيع بموجبها الإنسان أن يشارك في تحقيق نهضة وطنية، واتخذ خادم الحرمين الشريفين كل الوسائل والسبل الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف السامية وفاء لوطنه ورعيته.

شواهد من المنجزات

- بناء الحرس الوطني.

- مركز الحوار الوطني.

- الانتخابات البلدية.

- هيئة الصحفيين.

- رعاية الموهوبين - الأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة.

- كل هذه المنجزات تقف شاهد عيان على مكتسبات للوطن في عهد الملك عبدالله.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد