كتب - فهد الشويعر
هذا الشاب المتقد القادم من بطن رمال نجد والمستقر في (رياضها)، جاء قبل سنوات عديدة ليعلن للناس مشروعه الذي قدّر له النجاح بدرجة (امتياز) .. ذاك هو الفنان راشد الفارس.
لم تكن بدايته ارتجالية ولا سقوطاً فوق رؤوس أسماعنا كما يفعل البعض، لم يكن عفوياً في صوته ولا اختياره لمناطق سيره، بل كان دارساً واثقاً يعرفه الجميع بأنه لمّاحٌ يمتلك صوتاً (خارقاً) يعبق برائحة السامري وتمايل الخبيتي ورعشات من الهجيني التي يجيدها كالأفضل في منطقة نجد، وواحد من أبرز فناني المملكة.. هو صوت (طربي) يسكنه رضى الجمهور، وله هاجس بأن يرتقي بسمعهم ويقدم لهم حالة فنية راقية.
راشد الفارس يجيد لعبة (الكتمان) ويحيط عمله بسرية حتى للأقرب من أصدقائه ويعيش فترة تحضير أعماله في حالة نفسية يرى مقرّبون منه بأنها (متوترة)، وهي في نظر النقاد حالة صحية، يوصون غيره بالتقيد بها حرصاً على نجاحهم وتميزهم، ويطلقون عليها لقب (المخاض)، فهو مشروع قد يقف جنباً إلى جنب معه في مشواره، أو يكون عالة عليه ووصمة يندم عليها.
راشد الفارس لم يكن حالة (فوران)، بل هو مشروع تقدمي لإبراز الوجه السعودي في المحفل الفني الخليجي والعربي، وشهرته تتنامى يوماً بعد يوم، وصوته عبر خارطة الوطن، واستقر (مؤقتاً) على شواطئ الخليج، وهو اليوم في طريقه للوطن العربي الكبير.
بعد سنوات ستذكرون راشد الفارس كواحد من ركائز الفن السعودي، وضلعاً يستقر في ذاكرة لن تغفل عنه ولن تتجاهله، وهو اليوم يعد العدّة لتقديم مشروع آخر يجعله بين أيديكم خلال الفترة المقبلة، لن يقل عن سابقه، إن لم يكن أفضل .. وستذكرون.
