Al Jazirah NewsPaper Monday  04/05/2009 G Issue 13367
الأثنين 09 جمادى الأول 1430   العدد  13367
إرهاب السرعة
د. خليل إبراهيم السعادات

 

أصبحت الحوادث التي تحدث داخل المدن تهدد حياة البشر بشكل يومي ومباشر، ففي السابق كنا نخاف من الطرق الطويلة التي تفصل بين المدن حتى أصبح لكل منطقة طريق معروف للموت الآن أصبح الناس يموتون داخل المدن

في حوادث السيارات وهذا قلما يحدث في الدول التي لديها نظام مروري صارم وطرقاً سليمة وأنظمة ترتب سير المركبات.

من ينتهِ أجله فهذا تقدير من الله سبحانه وتعالى كتبه عليه قبل أن يولد وهو مقصر الأعمار ومطيلها ومقدر الأمور ومسير الكون جل جلاله، ولكن هناك أسباب قد لا تكون حتمية عندما نفكر فيها فكثير من الأبرياء قد فقدوا حياتهم بسبب تهور الشباب صغار السن الذين يقودون السيارات وكأنها لعبة في أيديهم لا يقدرون أرواح الناس ولا يحترمون الأنظمة التي لا تحمي حياة الناس كما ينبغي فلا توجد حماية حقيقية لعابر الطريق الإنسان المسالم الذي يريد أن يصل إلى الجهة الأخرى بسلام ولا لسائقي السيارات الذين يسيرون بهدوء ولكن يعتدى عليهم من قبل هؤلاء المتهورين الذين يعتقدون أن الطريق ملك لهم وحدهم ويريدون أن يقفزوا على جميع السيارات التي أمامهم فقط حتى يكونوا في المقدمة.

لقد تحولت الطرق الطويلة في المدن إلى ساحات سباق فهل لاحظتم ما يحدث في طريق خريص في مدينة الرياض فأنت لا تكاد تأخذ المسار الأيسر حتى تفاجأ بقذيفة خلفية تهدد وجودك وعليك الانصياع بأقصر سرعة ممكنة والاتجاه للمسار الأوسط أو الأيمن وإلا كانت العواقب وخيمة. وإن تباطأت قليلا كادت هذه القذيفة أن تقتلعك أرضاً وترمي بك أسفل الجسر أو أي مكان لا يهم المهم أن يكون المسار فارغاً من المركبات حتى تستطيع هذه القذيفة الانطلاق بسرعة صاروخية كبيرة هل لاحظتم ما يحدث على طريق الجسر المعلق من سرعة كبيرة لا مبرر لها تعرض حياة الناس للخطر لقد أنشأ هذا الجسر للتسهيل على الناس وتقريب المساحات وفك الاختناقات ولم ينشأ ليكون طريقاً للسباق الصباحي والمسائي ولقد حدثت فيه الكثير من الحوادث التي سببها الأول والأخير السرعة. والمشكلة أن الذي يتوجه لقضاء حوائجه أو لعمله بهدوء أو بسرعة مقبولة يتعرض للأذى من قبل هؤلاء وقد تتعرض حياته للخطر فقط بسبب عدم تقدير هؤلاء المتهورين لحياة من يشاركونهم المرور في الطريق.

هذا يحدث في جميع المدن والسؤال لماذا لا يتم تحديد السرعة داخل المدن وتطبيق أنظمة صارمة تحمي حياة الناس وتعاقب المتهورين والعابثين بحياتهم، فلا أعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من الحوادث والتصادمات والوفيات لكي نقوم بتطبيق مثل هذا القانون البسيط الذي من شأنه أن يحمي حياة الإنسان ويحترم الروح البشرية فهل نقدر قيمة الإنسان ومتى سينشر الوعي بأهمية هذه القيمة وغلاء أرواح البشر وأهمية شعور الإنسان بالأمان في القيادة وهو ذاهب إلى عمله أو عائد منه أو في أمور حياته الأخرى التي تتطلب استخدام السيارات التي أصبحت نعمة إذا أحسنا استخدامها ونقمة إذا أسأنا هذا الاستخدام.

وعلى الله الاتكال




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد