من بين التوصيات التي اطلعت عليها زيادة عدد المتحدثين والمحاضرين المشاركين في المنتدى، وفتح الباب لقبول أوراق عمل من المهتمين وأعضاء هيئة التدريس في مجال الموهبة والإبداع، وزيادة التركيز على الجوانب العملية والخبرات التطبيقيةوسيع نطاق المنتدى ليشمل محاور وموضوعات أخرى...
مثل: أساليب وطرق الكشف عن الموهوبين، أما التوصية التي أعتبرها مربط الفرس هي التوصية بزيادة مشاركة الطلاب في فعاليات منتدى الموهبة والإبداع (نحو برامج محلية صيفية.. ذات جودة عالمية)، الذي نظمته مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) على مدار ثلاثة أيام في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض قبل فترة، وليست التوصية فقط بزيادة العدد بل وإتاحة الفرص لهم لتقديم تجاربهم في البرنامج ومدى تأثرهم بها، لاحظوا عبارة (وتأثرهم بها)، فمتى ما تأثر المبدع والمخترع بتجربته الجديدة فقد تلبس الإخلاص لها، والعمل ليل نهار لتحويلها إلى واقع ملموس يفيد العالم، أسوة ببقية المخترعين في العالم.
وهنا تذكرت كلمة قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - عشية إعلان هذه المؤسسة الفتية وهي - في الحقيقة - نبراس لمسيرتها الوطنية، عندما قال: (إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً، وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه، في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن)، ولاشك أن تلك التوصية بزيادة عدد المشاركين من أبنائنا الطلاب في مثل هذا المنتدى بعرض تجاربهم أمام العقول المبدعة من مختلف الحضارات، لاشك أنه مكسب كبير لهؤلاء الموهوبين، بل إنه يحقق رسالة مؤسسة (موهبة) (دعم بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة لكي يتمكن الموهوبون وبفئاتهم المختلفة من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن). والمنتدى يأتي في إطار عناية المملكة الشاملة لتوفير البيئة المناسبة لموهوبيها ومبدعيها كأحد المكتسبات المهمة وخطوة في طريق بناء مجتمع معرفي يحفز على صنع معارف مبتكرة تشكل أساسا لثروتها وقوتها وتطورها، وهنا - أيضا- يحضرني قول نائب وزير التربية والتعليم الأستاذ فيصل بن معمر عقب افتتاحه فعاليات هذا المنتدى عندما قال: (إن وجود 5000000 طالب وطالبة في المملكة يمثل مجالا خصبا لموهبة لتقديم برامجها وإستراتيجيتها) معتبراً أن المجال الأول لموهبة هو المدرسة. إذا الموهبة تبدأ من المدرسة اكتشافا ورعاية، ولقد أحسنت (موهبة)، عندما مدت جسور التواصل العملي مع الميدان التربوي القائم بإطلاق مبادرة الشراكة مع المدارس، والتي تعد إحدى مبادراتها الخمس التي أقرتها المؤسسة ضمن الخطة ورؤية 1444هـ، والتي ستشمل عدداً من المدارس الأهلية والحكومية ذات المواصفات المتميزة والمتمثلة في المناهج، وطرق التدريس، وأساليب التقويم، وأساليب التعلم، وتأهيل وتدريب المعلمين، والتجهيزات والمباني، والإمكانيات الموجودة بالمدرسة، والبيئة الصفية والمدرسية بشكل عام، وجودة مخرجات منجزات الطلاب، بالتعاون مع أفضل ببيوت الخبرة التربوية والتعليمية لتنفيذ مشروع الشراكة مع المدارس في السنوات المستهدفة (من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث ثانوي). (موهبة) تنفذ هذه الشراكة الرائدة بالاعتماد على مناهج الوزارة المعتمدة مضافا إليها نوعية متميزة من المناهج المتقدمة المعتمدة عالمياً في مجال تعليم الطلبة الموهوبين والمبدعين، والتي تنمي مهارات التفكير والمهارات الحياتية، وتخاطب جميع عناصر العملية التعليمية بدءاً من الطالب والمعلم، ومروراً بالكتب الدراسية وطرق التدريس وتقنيات التعليم والأنشطة، وانتهاء بالتقييم لعناصر العملية التعليمية من خلال ما توفره من أدلة إرشادية. وذلك في الأربع مواد المستهدفة وهي الرياضيات، والعلوم، وتقنيات المعلومات، واللغة الإنجليزية. وتتيح هذه البرامج في مدارس الشراكة ممارسة الأنشطة الصفية المقننة إلي جانب عدد من الأنشطة الحرة وتعتمد هذه الأنشطة على إيجابية وفاعلية الطالب في جميع المواقف التعليمية.
أخيراً..
أهمس في أذن نائب وزير التربية والتعليم للبنين الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، ألا يدع البيئة المدرسية بكل مكوناتها في مدارس الشراكة إلا وطورها بحيث تصبح حاضنة حقيقية لبرامج موهبة، والمواطن كما فرح واستبشر بميلاد (موهبة)، فإنه سينتظر بداية العام الدراسي المقبل 1430-1431هـ، في الصفوف الرابع الابتدائي، والأول متوسط، والأول ثانوي. حيث تبدأ الدراسة في مبادرة الشراكة وتتكامل المراحل الأخرى من الرابع الابتدائي وحتى الثالث ثانوي خلال الثلاث سنوات القادمة بحول الله،. كما يأمل المواطنون من مجموعة المدارس المشاركة أن تدعم أهداف هذا المشروع الوطني الكبير، في التحول نحو رعاية الموهوبين والمتميزين من أبنائنا وبناتنا لارتياد آفاق التعليم الحديث والمتطور الذي سيلبي احتياجات التعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين، بتجاوز مرحلة تأسيس مجتمع المعرفة إلى مرحلة طالما انتظرها الوطن، ألا وهي توطين الاختراع في عهد خادم الحرمين الشريفين راعي (موهبة) والحاضن الأول للتقنية في المملكة.