إعداد : سامي اليوسف:
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «عبدالله الكثيري» فماذا قال..
* ماذا ينقص النصر حالياً، هل هي المادة أم الفكر الإداري؟
- يا سيدي النصر ينقصه الكثير، وكما تعلم ويعلم القارئ الكريم والمشجع النصراوي على وجه الخصوص أن المادة هي (عصب الحياة) وهي (مهر البطولات)، وإذا ما توافرت المادة وحظيت بعقلية إدارية (مُحنكة) لا تتفرد بالرأي الأحادي ولا تتحزب لرأيها وتسمع لأصغر مشجع فإنك بالتالي ستجني ثمار ذلك انتصارات (مدوية) وبطولات لا حصر لها، وهذا ما يحدث في الهلال والاتحاد والشباب في السنوات الفارطة، وربما أيضا الأهلي الذي يحضر ويغيب (أحياناً).
على العموم النصر (خارج الخدمة) منذ عقد ونصف وأصيب ب(الوهن) والمرض ولم يجد حتى هذه اللحظة الجرّاح الماهر الذي يستطيع أن يفيقه من (غيبوبته) الطويلة. هم يعتقدون أنه (إرث) أو قطعة أثاث في أحد منازلهم، ونحن نعتبره (كياناً) شامخاً لا يجب أن يُخدش اسمه ويُمس تاريخه وكبرياؤه.
اسمح لي يا أخ سامي أن (أفضفض) عما يجول بخاطري، وأقول إن (النصر) الذي تعلّقت بحبه منذ نعومة أظفاري أصبح الآن في نظري وفي نظر الملايين من محبيه مثل (التراث القديم)، وأصبح اسماً بلا مسمى وشعاراً بلا لون ولا رائحة ولا طعم.
إنني أحزن حين أشاهد طفلاً صغيراً يحضر إلى الملعب متوشحاً شعار (النصر) على عنقه ويخرج مكسور الخاطر بهزيمة مُرّة يتسبب بها (أشباه لاعبين).. إن نصر هذه الأيام ونصر السنوات العجاف (الخمسة عشر) ليس هو النصر الذي نعرفه (أيام زمان)، وأقول الله المستعان يا جماهير النصر، مات بعضنا - رحمهم الله - وهم يمنون النفس ببطولة دوري أو كأس (مُعتبرة)، ولكن هيهات ما دام هؤلاء يعبثون بتاريخ هذا الكيان.
* ما يحسب لك أنك من الأقلام التي تكتب عن النصر بإنصاف بعيداً عن المحسوبيات على أي من الأطراف النصراوية المتصارعة.. وهذا يجعلني أسألك عن رأيك في الأقلام أو الإعلام النصراوي إن جاز التعبير.
- صدقني إنني لم أدخل نادي النصر في (ضاحية العريجاء) إلا مرة واحدة في حياتي، وكان ذلك بدعوة من الراحل الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - والأخ العزيز فهد المشيقح عضو شرف النصر المحب والغيور إبان الاحتفال بعمودية اللاعب ماجد عبدالله للاعبي العالم، وكان ذلك عام 1417هـ إن لم تخني الذاكرة، وكُرّمت وقتها بدرع، ومنذ تلك اللحظة لم أزر مقر النادي ولم توجَّه لي أية دعوة، وهذا عيب إدارات النصر بعد رحيل (الرمز)؛ فهم لا يهتمون بأي إعلامي أو كاتب نصراوي حتى لو كتب عنهم من كوكب المريخ، وأقول لهم في هذا اللقاء (إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر)، والحقيقة أنه لا يوجد للنصر إعلام معتبر وليس له أقلام؛ لأن من (يشخبط) هنا وهناك هم رجيع مدرجات، أما الكُتّاب الكبار فقد غابوا مع غياب النصر الذي طال.
* بمعنى آخر هل بعض إعلاميي النصر يسيئون له؟
- كما ذكرت لا يوجد أساساً صوت إعلامي واحد يستحق، وإن وجد فهم وللأسف (محسوبون) على النصر، مبدؤهم مع الإدارات المتعاقبة (إن لم تكن معي فأنت ضدي)، إنهم باختصار (ثُلّة) تبحث عن الأضواء و(الترزز) دون أن تفيد النصر أو تصلح (اعوجاجه)، يبحثون عن المجد الشخصي على حساب الكيان ومجاملة الأشخاص، فهل هذا بربك إعلام أو كُتّاب يستحقون أن نطلق عليهم هذا اللقب؟ دعني أصمت وأقول في (فمي ماء)!!
* حسن معاذ يشتكي من مطاردة وتهديدات بعض الجماهير النصراوية على خلفية إصابة سعد الحارثي، ووصل به الأمر إلى التفكير في هجر الدوري السعودي إلى دوري آخر، وتصعيد شكواه أمنياً.. أبحث عن تعليق واضح وصريح منك.
- الذي يحدث من مجموعة محسوبة على جماهير النصر تجاه اللاعب حسن معاذ (عيب) وألف عيب؛ فالإصابة قضاء وقدر ويتعرض لها أي لاعب في الدنيا مهما كانت شهرته، وسعد الحارثي لاعب عادي جداً في نظري وهو لم يساهم أو يحقق للنصر أية بطولة منذ التحاقه بالفريق، وأستغرب أن يطلق عليه كلمة (سعد الذابح)؛ لأن سعد الذابح في الأساس هو أشد وأقسى أنواع البرد في فصل الشتاء، واللاعب سعد ما زال يعيش أيام (الخريف) شفاه الله!!
وأعود لحكاية هذه الفئة المتعصبة وأقول: انظروا للاعبكم ريان بلال، هل تحرش به أحد من جمهور الهلال بعد كسره لساق زميله (الفريدي)؟ وإن حدث ذلك منكم أو منهم فأقول على رياضتنا السلام، أما بالنسبة لحسن معاذ فمن حقه ملاحقة ومقاضاة من يضايقه أمنياً وقضائياً.
* مَن الكاتب الذي تراه خير مَن يكتب عن النصر وينصفه في المرحلة الحالية؟
- ذكرت لك أنه لا يوجد في الوقت الراهن من يستحق أن يطلق عليه لقب كاتب نصراوي صريح ومحب، كلهم (صرقعة) باب وقت هبوب الرياح، وأجزم بأن المئات من القراء وكتّاب المنتديات النصراويين أفضل منهم مليون مرة؛ لأنهم يتمتعون بالثقافة والصراحة، أما ما يكتبه من يقول إنه نصراوي أو كويتب نصراوي محسوب على النصر (سميه ما شئت) فهم لا يتمتعون إلا بثقافة المدرجات وروح المجاملات، وهذه هي الكارثة (بالفعل).
* هل أنت مع استمرارية الإدارة الحالية أم مع رحيلها بالكامل بدون استثناءات؟ ولماذا؟
- قلت لي هل أنت مع، وأقول لك نعم أنا مع ومن المؤيدين لرحيلها (عاجلا غير آجل)؛ لأنها بصراحة لم تقدم أي شيء يذكر ولم تحقق أي إنجاز عدا كأس الأمير فيصل العام الماضي بقرار من (كوزمين) الذي لم يلعب بفريقه الأول وإلا...!
أستثني هنا لو سمحت لي الرجل الذي أتوسم فيه خيراً أن ينتشل النصر من وضعه (المأساوي) وهو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز الذي لا أعرفه ولم ألتقِ به في حياتي ولا مرة واحدة، ولكن أشعر بأن هذا الرجل غيور ومحب لنصره، وزاد محبة في قلبي مما أسمع ويكتب في الصحف عنه من أنه يدفع من جيبه بلا حدود، وليته يرأس النصر ولو لموسمين فقط وبطاقم إداري ومجلس إدارة جديد يتكون من رجال أعمال النصر المحبين الداعمين أمثال الأستاذ حسام الصالح والأستاذ سامي الطويل والأستاذ عمران العمران ورجل الأعمال الخلوق الأستاذ سالم (عجينة) وغيرهم من الرجال الذين أراهم قادرين على صناعة نصر جديد يذكرنا بماضي النصر العريق.
* مَن الأنسب لقيادة النصر خلال الفترة المقبلة؟
- أتى الأستاذ خالد البلطان (النصراوي الجميل) وحورب، وأتى الأستاذ حسام الصالح ولقي نفس المصير، وخسر النصر اثنين من أعرق النصراويين بسبب الإدارة الحالية (الأحادية الرأي)، وبالتالي وكما ذكرت لك فإن رجل المرحلة القادمة هو فيصل بن تركي بشرط أن يتحرر من أتون الإدارة الحالية ويعمل مع جميع من يعشق النصر الصغير قبل الكبير ويستمع إلى الآراء ويصلح الحال لعل الله أن يوفقه هو ومن يختاره ضميره من الرجال المحبين للنصر!!
* هل تؤيد انضمام اللاعب المعتزل ماجد عبدالله للعمل الإداري بالنصر أم تفضل ابتعاده وبقاءه كمحلل؟
- ماجد عبدالله أحببناه كلاعب وزاد من حبنا للنصر حين كان يجندل دفاعات الخصوم يمنة ويسرة، ولا يعني أن اللاعب المبدع سينجح إدارياً، والدليل اللاعب صالح النعيمة؛ ولذلك وحفاظا على تاريخه أتمنى من كل قلبي ألا يخوض هذه التجربة، وأن يبقى حبه محفوراً في قلوب جماهير النصر، ولو لا سمح الله خاض هذه التجربة ولم ينجح فإنه سيخسر تاريخه واسمه؛ لأن الجماهير لا ترحم ولا تعترف إلا بالبطولات، لا بالأشخاص وأمجادهم السابقة.
* فريق كرة قدم نسائي، فارسات، مباراة كرة قدم نسائية، كل هذا حدث ربما بتسارع في المحيط الرياضي السعودي، ما دلالاته وانعكاساته لديك ككاتب ومتعاط مع الشأن الرياضي المحلي؟
- يا سيدي أبينا أم شئنا الوضع الحالي ينذر بثورة رياضية نسائية حتى ولو كانت في المنازل أو حتى في (البراري)، الجيل الحالي يختلف عن الأجيال الماضية، وبنات هذا الزمن يختلفن كلياً عن بنات الزمن الماضي، ولعل (ثورة الفضاء) لها دور في ذلك. عموماً الرياضة جميلة للجنسين، ولكن إذا ما أصرت أختنا وبنتنا وأُمّنا (حواء) على رغبتها في ممارسة الرياضة - وهذا من حقها - فإنني أتمنى أن تكون وفق الضوابط الشرعية دون قفز للحواجز بالتأكيد!!
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساء، وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعاً وعقلاً لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن)، ما تعليقك؟
- (لا يُستفتى ومالك في المدينة) أنا من المحبين في الله للشيخ سعد البريك، وما دام قال ذلك فأنا من المؤيدين له، أما لو قلت لي لماذا؟ فأقول لك إن 50% من السعوديات أو أكثر من هذه النسبة بكثير هن (سمينات) يعني (بدينات) ويحتجن إلى التخلص من عشرات الكيلوجرامات من أجسادهن، ولن يتأتى ذلك إلا بالتمارين الرياضية اليومية؛ فالأكلات السريعة، والبيبسي، والرز، والجريش، والقرصان، والنوم، والشغالة، حولوا معالم معظم الفتيات والسيدات السعوديات إلى كتل من اللحم، وكأنك تشاهد أفيالا أمامك لا (غزلانا رشيقة)! عموماً أنا مع رأي الشيخ قلباً وقالباً، ولكن السؤال هو: هل سيتحقق ذلك أم..؟
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجة والدولية تشاهَد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- النساء شقائق الرجال، وأنت تشاهد المرأة في (السوبر ماركت) وفي الأسواق وفي الشوارع، فما الذي يمنع حضورها إلى الملعب في مدرج خاص لا يكون فيه اختلاط؟ لا نريدها أن تكون سافرة أو متبرجة بل محجبة وتشاهد المباراة كما هي تتسوق مثلا أو تراجع المستشفى، إننا نشاهدها في قطر والإمارات والكويت وعُمان والبحرين وهي الدول المجاورة لنا، فما الفرق بيننا وبينهم؟ سؤال أوجهه إلى السائل.
* ماذا تقول لهؤلاء؟
- الأمير فيصل بن عبدالرحمن:
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. لقد حان الرحيل يا فيصل!
* محمد العمرو:
- ليت الزمن الجميل يعود إلى الوراء لعقدين أو ثلاثة لأتلذذ بحروفك التي كنت ألتهمها في فصول الدراسة. باختصار غاب محمد العمرو وغاب معه النصر!
* عبدالعزيز الشدي:
- أبو حسام كاتبي المفضل وعشقي القديم، إنه أجمل قلم نصراوي قرأت له، وأتمنى أن يعود ولو بمقالة واحدة يشخّص فيها حال نصر هذه الأيام!
* ماجد عبدالله:
- (ورطتنا) يا ماجد بحب هذا النصر، فماذا نعمل في هذا الزمن (الأغبر)؟!
* فهد الهريفي:
- من وجهة نظر خاصة هو لا يصلح لإدارة الكرة في النصر التي تحتاج إلى عقلية متمرسة في التعامل مع اللاعبين، وهذا ما يفتقده الهريفي، والدليل على كلامي أنه كثير (التنظير) والصراخ في الفضائيات، وهو بعيد عن الفريق، فما بالك إذا كان قريباً وأُسندت إليه المهمة؟
* محمد العبدي:
هو واحد من أبرز أساتذة الصحافة الرياضية على مرّ تاريخها، كنت من المحبين له منذ أن كان في صحيفة الرياض، وفرحت بقدومه ل(الجزيرة) مديراً للتحرير للشؤون الرياضية.
أبو مشعل باختصار صاحب خُلق عالٍ وإنسان (ديمقراطي) لا يصادر الآراء ويفتح المجال لجميع كُتَّاب الأندية، وقد أضاف لرياضة (الجزيرة) وخسرته الرياض!.
خالد الدلاك: هو رفيق الدرب وزميل المهنة، وهو أول إنسان صافحته عيناي قبل يديّ في (المسائية) بعد الأستاذ عبد العزيز العيسى رئيس تحرير المسائية سابقاً (عضو مجلس الشورى حالياً).. واستمر مشوارنا 26 عاماً في (مؤسسة الجزيرة)، ورغم اختلافنا في الميول إلا أننا نتفق في كل شيء وعلى كل شيء، أبو سعد أعز الناس الذين مروا عليَّ في الصحافة، وهو الصديق الصدوق مهما بقي في الحياة من متسع.
أحمد الرشيد: أبو عبد العزيز تعجبني (سخريته) وأضحك كثيراً حين أقرأ زاويته خصوصاً إذا ما استعان بصديقه النصراوي الذي ألف عليه كثيراً.. عموماً يبقى أحمد من الكُتَّاب المعتبرين الذين لا تفوتني زواياهم أبداً.
عبد الله العجلان: هو طائر الشمال، وفارس الكلمة المُجلجّلة من جبلي أجا وسلمى، إنه أفضل كاتب أقرأ له، وأنتظر زاويته على أحر من الجمر كل اثنين، وتعجبني في أبي مشعل صراحته التي نفتقدها في هذا الزمن.. هو باختصار كتلة من الثقافة الرياضية والعامة.. وأتمنى له من قلبي كل التوفيق.
بطاقة الضيف
الاسم: عبدالله بن سعد الكثيري
(أفحط) في العقد الخامس.
ومتزوج ولدي من الأبناء والبنات ما كتبه الله لي.
وتفرغت في بلاط صاحبة الجلالة عام 1404هـ حتى الآن، وليتني لم أتفرغ يا سامي!