Al Jazirah NewsPaper Friday  01/05/2009 G Issue 13364
الجمعة 06 جمادى الأول 1430   العدد  13364
ماذا تريد أمريكا من باكستان؟

 

ماذا لو سقطت إسلام آباد؟ سؤال يردده عدد من الأمريكيين المتوجسين من الوضع في باكستان، ويعبر عن مخاوفهم من سقوط باكستان بأيدي المتشددين. بل إن أحدهم طرح هذا السؤال على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمره الصحفي بمناسبة مرور مئة يوم على توليه المنصب، وتساءل: كيف سيكون رد فعل أمريكا.. هل ستتدخل في باكستان؟. وقد يقصد بالتدخل الاحتلال!.

فلماذا زادت هذه المخاوف في هذا الوقت بالذات؟!. فهل هو بسبب سير العمليات العسكرية في باكستان، وسيطرة طالبان باكستان على وادي بونر الذي يبعد فقط مئة كلم عن العاصمة إسلام آباد؟. أم أن التعبير عن هذه المخاوف يدخل في سياسة الحكومة الأمريكية الجديدة التي تركز على أفغانستان، وبالتالي، تريد أن تبرر قيامها بمزيدٍ من العمليات داخل باكستان بحجة ضرب الجماعات المسلحة، التي تغذي المقاتلين في أفغانستان؟. وخصوصاً أن طالبان باكستان عرضت على قادة تنظيم القاعدة استقبالهم وحمايتهم في وادي بونر الذي سيطرت عليه في وقت سابق من هذا الشهر!.

ومن المعلوم أن أمريكا عندما تريد التحرك في منطقة معينة تطلق حملة نفسية وإعلامية كبيرة تبرر لتحركها الذي قد يصل إلى الاحتلال!، وهذا واضح من حديث أوباما الصحفي الأخير. فهو يقول (نريد احترام سيادة باكستان لكننا نقر في المقابل بأن لدينا مصالح استراتيجية كبيرة.. مصالح كبيرة تتعلق بالأمن القومي). ويقول كذلك إنه يريد (التحقق من عدم تحولها (أي باكستان) إلى دولة عسكرية نووية يسيطر عليها ناشطون). فاحترام سيادة باكستان هنا مشروطة بعدم تعريض مصالح أمريكا للخطر، أما إذا تعرضت للخطر فإن انتهاك السيادة أمر مبرر، هكذا نفهم عبارة أوباما. وفي هذا الإطار يتهم أوباما حكومة زرداري بأنها ضعيفة جداً، وتفتقر لولاء الشعب لأنها لا تستطيع أن تقدم لهم أبسط الخدمات، كما اتهمت إدارته حكومة زرداري بالانهزامية والاستسلام بسبب اتفاقها مع طالبان باكستان لتطبيق الشريعة في منطقة بونر، وكل هذا يدخل في سياق حملة إعلامية تخويفية دأبت عليها الحكومات الأمريكية عندما تريد أن تفعل شيئاً ما خارج الحدود!.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد