قاتل الله التعصب ما أبشعه! وأبعد المولى القدير عنا وعنكم السخرية من عباد الله وتجريح مشاعرهم بالمسف من الكلام والقبيح من العبارات، وإنه ليحزنني ويحزن الكثيرين تحويل ساحة التنافس الرياضي بين الفرق السعودية إلى فضاء مشحون ومحتقن يخضب بالتناحر قولا وفعلا من قبل ثلة لا تعرف للرياضة معنى وقيمة؛ أولئك قوم بُليت الرياضة بهم، وتقمصوا وشاحها وصولا إلى غايات دنيئة تنم عن حقد وجهل مطبقين لا إفاقة ولا خلاص منهما إلا بترسيخ أن المنافسات الكروية أقيمت لتعزز في شباب الأمة قيما ومبادئ نبيلة وسامية يأتي على رأسها تفريغ طاقة الشباب بالإبداع والإنجاز دون مساس بكنه العمل الرياضي الشريف.
إن تعرض (الفاتك) ياسر القحطاني النجم الوطني ونجم فريق الهلال لكرة القدم إلى تجريح لفظي روجت له مجموعة من المشجعين الجهلة يأتي في سياق التنفيس البغيض والحقد الدفين للنجوم والناجحين من لدن أشخاص تافهين لا قيمة لما يرددونه من سوقي الكلام الخادش للحياء والفضل الإنساني بين البشر، ولم أستغرب ذلك المستوى من الانحطاط في الأخلاقيات والسلوكيات المريضة لمن استمرأ نفث الأحقاد في وجوه رموز العمل الرياضي الوطني، فالمنتديات الشعبية والسوقية المسماة منتديات أندية مليئة بأسوأ وأقذر الألفاظ التي نالت من شخصيات رياضية ونجوم مرموقين بسبب الاختلاف في الميول؛ وتجاوزت تلك المنتديات حد المعقول في توجيه الاتهامات واختلاق الشائعات والأكاذيب ضد كل من يختلف مع تلك الفئات المتدنية خلقا وفكرا! ولعل الأسوأ أيضا أن تستخدم تلك المنتديات أسماء الأندية الشهيرة لتدس سموم الفرقة والفتنة بين الرياضيين تحت غطاء محبة ناد بعينه، أبدا لم تكن الرياضة هكذا، ولن يكون التشجيع بذلك الأسلوب السوقي الوقح الذي يضرم نار الكره ويؤجج بركان العصبية والانتماء الأهوج! وما حدث للنجم الخلوق ياسر الذي يرتدي القميص الأخضر مدافعا عن شعار وطنه السعودي الحبيب ما هو إلا امتداد لما يكتب في منتديات (الجهل والظلام) من افتراءات وأخبار خبيثة وبشعة قدر بشاعة من يكتبها؟ ولذلك فإن الجهات الرسمية وبالذات الرئاسة العامة لرعاية الشباب مطالبة بالتنسيق مع الأندية لنبذ المتطرفين والمتعصبين في المنتديات أو المدرجات من ميدان الرياضة الجميل قبل أن يلوثوه بحماقاتهم ونزقهم وخبثهم الذي لن يتوقف عند ياسر أو سواه. الويل لهم ما أخبثهم يدعون فهم الرياضة وهم يتفوهون بالسيئ من القول في حق إخوانهم في الله!
رذاذ
* خالد راضي حارس فريق النصر موهوب وواثق من نفسه، وفوق إبهاره في حراسة العرين الأصفر يتحلى بأخلاق دمثة وروح رياضية عالية، سر يا خالد بهذا التوجه وستكون بإذن الله نجما سعوديا يشار إليه بالبنان.
* أتعلمون ما يضحكني؟ أضحك كثيرا إذا سمعت إداريا يهاجم التحكيم في كل مرة يخسر فريقه ظنا منه أنه سيقنع الجماهير بخزعبلاته في زمن الوعي والشهادات العليا!
* حين يتحدث التاريخ يجب أن يصمت المغالطون ولا سيما في أمر عدد بطولات الأندية التي لا يمكن زيادتها لأي ناد بمجرد الأماني والأحلام؛ وليجمع كل بطولاته كما يشتهي ولكن ليتذكروا أن التاريخ يرمي بما جمعوا (وهما) إلى سلة مهملاته!!
إعلامي وكاتب وناقد صحافي