Al Jazirah NewsPaper Friday  01/05/2009 G Issue 13364
الجمعة 06 جمادى الأول 1430   العدد  13364
عفواً أيها الرياضي..!
محمد المنصور الشقحاء

 

الشك في قدرة المواطن على الإنتاج؛ تجاوزته الإدارة الحكومية بقوة النظام، فالمواطنة في الوظيفة العامة مطلب أساس، لم تستطع أجهزة الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية توفيره لدى صاحب القرار في المؤسسات الأهلية: تجارية وصناعية وخدمات عامة.

يقول مالك بن نبي (ومن هنا ينبغي على هذا المجتمع، عندما يشرع في النهوض، أن يرمم ويصلح شبكة علاقاته الاجتماعية، ليتغلّب على الصعوبات الناشئة في علاقاته السلطانية).ظ

ومثار العجب أنّ الإعلام الصحفي المقروء لدينا؛ غدا وسيلة للهدم وإن في مجمله بنّاء، إنما نجد أفراداً ينتمون للوسط الرياضي يشكلون سلطة غارقة في الظلامية بتوجيه الرأي عند الكتاب وتراشقهم المدمّر عبر الصفحات الرياضية المتخصصة بالصحف اليومية، في اتهام لكل من له علاقة بالرياضة كرة قدم (بشكل خاص) وألعاب جماعية، عند الهزيمة وعند الخسارة لمجرّد الإجابة على صحفي حريص على تغطية الحدث ليقول:

1- نزع العدالة من الحكم الوطني واتهامه بجهل القانون.

2- اتهام رجال الأمن بالقسوة عند المحافظة على النظام.

3- المطالبة بمحاكمة الجمهور الرياضي على أناشيده وانفعالاته في المدرجات.

4- وصم وسائل الإعلام بالانحياز.

وهنا نجد الجهة المشرفة وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب تستقدم حكاماً لمباريات كرة القدم، التي يراها بعض غربان الإعلام مؤثرة ومصيرية.

ومن هذه الدعاوى السوداء: قيام مشرف فريق الشباب في أحد الأندية، بعد تعادل فريقه في مباراته الأخيرة باتهام الحكم الوطني بالظلم وأنه يجهل القانون بعد أن فشل فريقه تحقيق النتيجة التي يسعى لها، مطالباً بحكام أجانب أكثر أمانة وخبرة.

وآخر استغرب تصرفاً إنسانياً قام به حكم إحدى المباريات وهو ابتسامة في وجه إداري الفريق المنافس والسلام بحرارة على إداري آخر، اتضح انه مصاب من حادث سبق المباراة.

يقول الدكتور زيد بن عبد الكريم الزيد في حب الوطن (إذا كان حب الوطن عاطفة تجيش في النفوس، شأنها في ذلك شأن سائر العواطف الأخرى، فإنّ الشرع الإسلامي جاء ضابطاً للعواطف ليحدد مسارها، ويحسن توجيهها، لتعمل في ميدانها السليم، دون تقصير أو زيادة).

ومن هنا (يشكِّل الجمهور ركناً أساسياً وجوهرياً في العملية الإعلامية. تؤكد سوسيولوجي الإعلام أنّ المادة الإعلامية لا تكتمل إلاّ بتلقيها. وإذا كان المرسل يرسل من أجل تحقيق أهداف معينة، فإنّ القارئ أو المستمع أو المشاهد يقرأ أيضاً من أجل تحقيق أهداف معينة. وليس بالضرورة أن يستخلص القارئ من الرسالة الإعلامية المضمون الذي أراده المرسل)

وبما أن الفرص المتاحة للمتلقي: لكي يحدد من له القرار وعلى أي من المبادئ، تتضمن هذا الفرص النظرة الفاحصة للسلطات وانتقادها.

وهذه المقالة منطلقها متابعة هاوٍ يعشق مشاهدة مباريات كرة القدم، وازجاء وقت أقارن فيه بين تعاملنا الأهلي والحكومي في المملكة العربية السعودية للشأن الرياضي، ومبادرة استقدام حكام أجانب لمباريات كرة القدم تحقيقاً لرغبات طموح إداري لم يجد في الحكم الوطني العدالة التي يراها انتصاراً فريقه وهزيمة الخصم. فوجدتها فكرة: تستقدم الرئاسة العامة لرعاية الشباب حكاماً أجانب حتى تخفف سطوة الهجوم على الحكم الوطني، من خلال أخطاء الحكم الأجنبي الذي معه أن كتّاب أعمدة الصحافة الرياضية وإداريي الأندية الرياضية يجهلون أبجديات القوانين المتجددة لكل لحظة في بناء رياضي سليم.

التنافس الإيجابي طبيعة: فيه تسعى كل جماعة لتعزيز موقعها وتأكيد شخصيتها من خلال تقوية الذات وتنمية القدرات لإحراز التقدم؛ وما يحدث في المجال الرياضي اليوم يعطل التنافس من خلال تنمية القدرات، وغموض موقف الجهات المعنية وبخاصة الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيال ما ينشر ويعلن كتضرر أو إجحاف وتطاول، يجعلنا عالة على الآخر ويؤدي انسحاب القدرات الحقيقية والمنتجة من حلبة التنافس الرياضي الشريف، والجلوس في مدرجات المشاهدين، وقد أصبحت الساحة الرياضية من خلال الإعلام والإداريين الهواة وصمة عار تطال كل من يقف في وجه المتكسبين.

إن ما يكتب وما يقال: يحبذ التعاقد مع فرق أجنبية باسم الأندية القائمة لدخول المسابقات وليس المنافسات للفوز، وطاقم حكام أجانب، وجمهور أجنبي، ورجال أمن أجانب، حتى نكسب رهاننا كإداريين، حولنا الملاعب الرياضية إلى طاولة قمار ومراهنات المتضرر فيها الوطن.

في الرئاسة العامة لرعاية الشباب كوادر وطنية وقيادات تعي مسؤوليتها: ولكن لا تسعى إلى إيجاد مناخ تنافس شريف .. كمثال في مجال كرة القدم لدينا:

1- دوري المحترفين

2- دوري الدرجة الأولى

3- كأس الأمير فيصل بن فهد

4- كأس ولي العهد

5- كأس الملك

نجد كل اللاعبين وطنيين ومتعاقدين وفق كشف محدد: يشاركون في المباريات من البداية حتى النهاية في كل مسابقة، وبالتالي نجد اختيار المختارين للمنتخب الوطني مرتبطاً بشهرتهم الإعلامية، على حساب قدراتهم الفنية، ومن هنا علينا تنويع أهداف هذه المنافسات:

1- نخصص كأس الأمير فيصل بن فهد للاعب الوطني هواة ومحترفين ليكون الهدف الحقيقي لهذه المنافسة الإعداد وخلق كوادر جديدة.

2- في كأس الملك: تشارك جميع الأندية الرياضية بمختلف درجاتها، من خلال مباريات خروج المغلوب من بداية الجدول حتى المباراة الختامية. حتى يشعر كل نادٍ من خلال منسوبيه بأهمية التنافس تحت اسم كأس الملك.

3- وفي كأس ولي العهد يضاف أربعة أندية من كل تصنيف إلى أندية دوري المحترفين من خلال مجموعات وبنظام النقاط.

إنّ إعادة النظر في أهداف كل مسابقة يخلق التنافس الذي معه نرى القدرات تتطور ويأتي التميز. والتوقف عن استقدام الحكم الأجنبي الذي أراه مطلباً وطنياً لنكون القدوة في حفظ حق المواطن وفي بناء مؤسسات رياضية كوادرها منتج وطني هام: في زمن بناء الإنسان.

إن وصولنا إلى نهاية المسابقات الرياضية فرصة، لمطالعة المكتسبات والنتائج إذ لم يخسر أحد بقدر ما وجد من أخطاء، ليكون النقد الموضوعي ومراجعة ما تم مراجعة تستند إلى الواقع ولا تخرج عن الطموحات لمواجهة التحديات بعيداً عن شعارات المزايدات، وأن نتعامل مع المستقبل بقدر من الذكاء والحنكة والحكمة بما يحفظ للكوادر الوطنية في المجال الرياضي لاعبين وإداريين وإدارة حكومية الكرامة وحق المشاركة في المسؤولية من خلال إلزام المخطئ غرامة وإعلان الاعتذار لرد الاعتبار وفق آلية يستفيد منها الجميع مرتبطة بآلية النظم الدولية في هذا الجانب، من خلال استثمار المواطن ببناء القدرة الذاتية والتفاعل الإيجابي مع المعطيات الوطنية، التي نتوزعها بين الحقوق والواجبات، متناسين كرامة الإنسان وحق الوطن في العمل الإيجابي من خلال مشروع يستشرف المستقبل للجميع رأي في صناعته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد