Al Jazirah NewsPaper Friday  01/05/2009 G Issue 13364
الجمعة 06 جمادى الأول 1430   العدد  13364
من تجاربهم
ماذا فعلت بي البندورة؟!!

 

بريد وصلني صباحاً اليوم 4 ربيع الآخر1430 يحمل لي مقالاً جميلاً ومؤثراً (أمي تسلم عليكم وتقول عندكم طماط) .. جمال المقال أنه يتحدث عن دفء العلاقة والحميمية التي (كانت تربط) أفراد الأسر والحي والجيران! العلاقة التي فقدناها أو قاربنا على فقدها. وحتى أكون احترافية بكتابة المقال قلت لا بدّ أن أخبر القراء الكرام عن اسم كاتب المقال والمطبوعة التي نشر بها، طبعاً (مالك إلا جوجل) وفوجئت بنتيجة البحث 366000 (ثلاثمائة وست وستون ألفاً) نقلوا هذا المقال وعلّقوا إليه!

هل هذا مؤشر للرأي العام! وشوقنا الشديد لعودة هذه الحميمية؟

نعم .. كلنا بشوق بالتأكيد، ولكن ماذا فعلنا لنعيد هذه العلاقة؟

فالإنسان عقل وقلب وساعد (أو لنقل تفكير ومشاعر وسلوك) ومن وجهة نظري السلوك هو المحك لأنه هو المشاهد وهو الذي ينقل المجتمع من حالة لأخرى (طبعاً على شرط أن يكون السلوك على علم وفهم وإدراك جيد).

أعيد سؤالي الذي أوجهه لنفسي أولاً:

ماذا فعلت لأعيد هذه الحميمية؟

تخيلت أنني سأقول لابني عبد الرحمن الذي عمره ثماني سنوات (رح طق الباب على جيراننا وقلهم أمي تبغى ملح) مباشرة صوّره, ذهني وهو يرفع أصابع يمناه مؤشراً بالرفض قائلاً (قسماً بالله ما أروح! وش ذي الفشلة يمه، خلي فريدي يروح يجيبه من البقالة)!

طبعاً لا يخفي عليكم أن فريدي هو اسم السائق .. وأن البقالة تبعد عن بيتنا أمتاراً قليلة وأن ابني لم يبادر أن يذهب هو بل (كرر الكليشة: أرسل السايق)!

نعود للبندورة (الطماطم كلمة غير عربية).

نعود للبندورة الملهمة!!

وأجيب نفسي أنني سأعد حلوى وأرسلها للجيران، ولا بد أن أرسلها مع ابني ليسلم على الجيران, يعرفهم بنا!

ومرة أخرى توقعت ممانعة ابني للذهاب بحجة (الفشلة)!

الحل أن أقرأ المقال مع ابني عبد الرحمن (ونتحاور ونتناقش) بالطرق الناجعة لإيصال الحلوى لبيت الجيران دون الاعتماد على العمالة الوافدة!

وعندما أصل لحل ستقرؤون مني مقالاً آخراً بإذن الله! فانتظروني.

أروى بنت محمد خير الغلاييني



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد