تُعد رحلة البحث عن الوظيفة من أهم المراحل فمنها تتشكّل الحياة التي نريدها وهي المهمة التي يمارسها الناس بشتى مواقعهم, وهي على اختلافها وتنوعها تتحد في غاية مشتركة يطمح إليها كل موظف في أي قطاع كان، ألا وهي النجاح الوظيفي.
ولذا على من ينشد النجاح في وظيفته، أن يتأكد من انسجامه مع العمل الذي يمارسه ومدى رغبته فيه، لأنه ما لم يكن هناك انسجام ورغبة في العمل، فلن يتمكن الإنسان من العطاء والإبداع، وبالتالي لن يتحقق النجاح الذي يريده، وأيضاً قد يجهل البعض المهارات المطلوبة لسير العمل و يهمل جانب التطوير، مما يخلق لديه خللاً في الأداء الذاتي وعدم رغبة في النجاح، مع عدم اكتراث لبقية الخبرات العملية التي لدى ممن هم أقدم في العمل، حتى وإن كانوا أقل في التعليم والشهادة, والتجاهل في استشارة الرئيس في حالة التعرض للمشكلات لا يعجل الارتقاء الوظيفي الذي هو سلّم النجاح والتميز, ولعل من أهم الأمور التي تساعدك في تحقيق نجاحك في أي عمل أن يكون لك لقاءات منتظمة مع العاملين معك من مرؤوسيك وزملائك في العمل، لتدارس شؤون العمل والتعرف على ما لديهم من مشكلات والتعاون معهم في حلها، وأيضا تبادل المعلومات والأفكار والمساعدة في تحقيقها، حيث إنّ مساعدة الآخرين في النجاح تقربنا إليه أضعافاً مقارنة فيما لو سعينا للنجاح الفردي فقط، ولعل السمة التي يشترك فيها الموظفون الناجحون في أعمالهم أنهم على الدوام يقومون بتوزيع يومهم الوظيفي على المهام المطلوب إنجازها، ويلاحظ على توزيعهم الثبات الدائم، مما يؤثر على المحيطين بهم، حيث يشعرون أثناء التعامل بأريحية النظام وعدم ضغط الأشغال مهما بدت كثيرة، حيث هناك وقت لاستعراض ودراسة المعاملات والتقارير وغالباً ما يكون في بداية الدوام، ثم يعقبه مقابلة المراجعين ثم الاجتماعات مع الموظفين أو العاملين معه، أو استقبال المكالمات الهاتفية والرد على الفاكسات، إلى الجولات الميدانية في حالة استدعت طبيعة العمل ذلك، ومع كل هذا الجدول العملي المليء بالمهام يتم إنجازها قبل نهاية الدوام, وما ذلك إلا بالتخطيط الجيد الذي يكفل النجاح في أي أمر كان, يقول علماء الإدارة: (إنّ الدقة في العمل والاهتمام بتفاصيله والمتابعة له حتى النهاية هي ثالوث الإتقان للعمل الوظيفي إذا أخذت بتوازن أي بدون إهمال لشيء منها أو المبالغة فيه), ولا يبنى أي نجاح بغير الإخلاص في العمل والنزاهة والأمانة والالتزام بأوقات العمل والتنفيذ للنظم والتفاعل الإيجابي معها، والعمل من أجل تحقيق النجاح الشخصي والجماعي للمكان الوظيفي.