من نعم الله الوافرة على عباده وتوفيقه لهم تيسيره لمن يسرله العناية اللائقة بكتابه الكريم حفظاً وتلاوة وتدبراً وعملاً وتحاكماً واستشفاءً, ومن ذلك ما تزخر به بلادنا المباركة من برامج ومناشط وفعاليات تعتني وتهتم بالقرآن الكريم. ومن جمعيات تحفيظ القرآن ومراكز تعليم القرآن والدور والمدارس والمعاهد النسائية لتعليم القرآن والكليات والأقسام العلمية المتخصصة في القرآن الكريم وتدريسه وتدبره.
وتبرز المسابقات القرآنية لحفظ القرآن وتفسيره وتجويده في مقدمة تلك الجهود المباركة, كأحد أوجه العناية المشار إليها سابقاً. ومن تلك الجهود المباركة التي تحفز الهمم وتحيي العزائم وتثير الطاقات الكامنة في النفوس البشرية مسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن وتجويده وتفسيره والتي تدخل هذا العام عقدها الثاني مكللة بالنجاح والتوفيق, متنقلة من إنجاز إلى إنجاز. كيف لا وهي والقائمون عليها يحدوهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) لكل من بذل وأسهم في توجيه أبناء المسلمين وبناتهم نحو القرآن الكريم والعناية ليكونوا من أهل القرآن (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته).
وبلادنا المباركة وولاة أمرنا -وفقهم الله لكل خير وبر- لا تخفى على كل ذي بصر جهودهم في العناية بالقرآن الكريم طباعة وتوزيعاً واهتماماً، وفي ذلك حث لسائر الأمة على السير في ذلك الدرب لنيل الوعد الصادق من النبي صلى الله عليه وسلم (من علم آية من كتاب الله عز وجل كان له ثوابها ما تليت). فأسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والإخلاص, وللقائمين على هذه المسابقات والبرامج والمنافسات الأجر العظيم والثواب الجزيل والذكر الحسن.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
*أمين الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه