تمثل كلية الآداب بجامعة الملك سعود صرحاً علمياً كبيراً أسهم في تخريج العديد من أبناء المجتمع القياديين والمتميزين في تخصصات مختلفة، ولا يقل عن ذلك ما تمثله كلية التربية بذات الجامعة. كلية الآداب لها وقع محبب وخاص بالنفس فهناك ترابط تأريخي وثيق بين الكليتين ففي فترات زمنية سابقة ربطت الكليتان الناصرية بالملز وكانت بعض الأقسام متصلة ببعضها البعض وكان الأساتذة يقومون بالتدريس في نفس الأقسام في الكليتين مثل أقسام التاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية، وكان طلاب الكليتين الذين يدرسون نفس التخصص يتبارون ويتنافسون فيما بينهم في مستويات التحصيل العلمي، وحتى بعض الرحلات العلمية والتثقيفية التي كانت تتم في ذلك الوقت كانت تضم الطلاب من الكليتين.
هناك توأمة تاريخية بين الكليتين وإن فصلتهم القوانين والتنظيمات اللاحقة، إلا أن الخبرات السابقة واللاحقة المشتركة بين الكليتين تضمهما لبعضهما مرة أخرى وحتى الأنظمة لم تستطع الفصل التام بين الكليتين فبعض أبناء الآداب ينضمون لكلية التربية لاستكمال إعدادهم التربوي وهم بذلك يحققون التوأمة على أكمل وجه. وربما أتى التجاور المكاني للكليتين ليلغي الفواصل الزمنية والحدود التنظيمية ويثبت التقارب الوجداني والفلسفي والتنظيري والإنساني للكليتين.
في فترة زمنية لم تتجاوز أسبوعاً واحداً احتضنت الكليتان ثلاث فعاليات علمية ثقافية اجتماعية مهمة وهي المؤتمر السابع لعمداء كليات الآداب في الجامعات العربية وندوة نحو نظام تعليمي موحد في كليات الآداب في الوطن العربي. وكان من بين أهداف المؤتمر زيادة التعاون بين كليات الآداب في الوطن العربي وتسليط الضوء على واقع التعليم في كليات الآداب وبحث سبل تطوير التعليم في هذه الكليات وتفعيل التخطيط للتعليم في كليات الآداب واقتراح الطرق الكفيلة لتحسين مخرجات التعليم في مؤسسات التعليم العالي.
والفعالية الثانية وفي إطار مشروع الخطة الإستراتيجية للجامعة نظمت كلية التربية اللقاء المفتوح مع المجتمع الخارجي للكلية تحت شعار (شركاء التميز والريادة) والذي دعي له ممثلون عن الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة بخريجي وخريجات الكلية أو المستفيدة من خدماتها التدريبية والاستشارية والبحثية، كما كان هناك ورشة عمل وندوة مصاحبة لهذا اللقاء. والفعالية الثالثة تنظيم كلية الآداب لأسبوع الجودة والاعتماد الأكاديمي وورشة العمل المصاحبة له. والرابط بين هذه الفعاليات هو تحقيق الجودة الشاملة في مجال التعليم الذي يحقق حاجات المجتمع وحاجات المتعلمين ويدعو أفراد المجتمع إلى الاستفادة من الخدمات المتاحة في الجامعة. وتأسيس البرامج بطريقة تضمن تحقيق هذه الحاجات ووفق معايير معينة وتحقق توقعات المستفيدين وتنال رضاهم مع التطوير والتحسين المستمر طبقاً لتطورات العصر وتغيراته. أليس في هذه النشاطات التي حدثت في وقت متزامن دليل آخر لتقارب الكليتين واتجاههم في أهداف مشتركة في تطوير العمليات التعليمية واهتمامهم بتجويد المخرج النهائي وربما يكون لنا شعار جديد وهو (شركاء في بناء العلوم الإنسانية) وعلى الله الاتكال.