لم أستغرب ما شاهدته في معرض جايتكس الرياض من اندفاع محموم من قبل الجماهير الهلالية للتصوير مع كأس المؤسس الذي فاز به الفريق الأزرق يوم الأربعاء العاشر من ذي القعدة من العام (1420)بعد نهائي تاريخي أمام الأهلي حسمه بهدفي نواف التمياط وجاسم الهويدي، قبل أن يتسلم كأس المسابقة التاريخية - التي أقيمت بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس هذا الوطن الشامخ الكبير- من يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك فهد بن عبدالعزيز.
أقول لم أستغرب هذا الاندفاع الجماهيري بل إن ثمة من لم يشده إلى المعرض إلا وجود هذه الكأس في جناح الشريك الاستراتيجي لنادي الهلال، وإتاحة الفرصة للجميع للتصوير معها ومع بقية كؤوس النادي الأخرى فهذه الكأس تمثل للهلال وتاريخه وجماهيره الشيء الكثير، وتعني الكثير، والجميع يدرك هذا الأمر بكل تأكيد.
هنا أقترح على الهلاليين - وعلى إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد - إن تفعل تاريخ هذا الكأس الغالي وتستثمر قيمته التاريخية، وذلك بأن تجعل من شكله والمعلومات الموثقة عليه شكلا جماليا تذكاريا داخل النادي بحجم كبير يلفت إليه كل من يدلف النادي، وأن تصنع منه تذكارات تاريخية، يمكن لأي هلالي الحصول عليها مقابل قيمة مادية معينة، كما تجعل من تصميمه تصميم الدروع التذكارية التي يقدمها النادي في مناسباته الخاصة، وغير ذلك من الأفكار التي لا تغيب بالتأكيد عن فطنة الإدارة الهلالية والقائمين على الاستثمار في النادي.
إن لكأس المؤسس قيمة تذكارية تاريخية، وقد أكدت الجماهير الهلالية هذه القيمة عندما أتيحت لها فرصة التصوير مع هذه الكأس في جايتكس الرياض، وحري بالهلال أن يستفيد من هذه القيمة بجانب استفادته من الكأس واللقب التاريخيين اللذين منحا النادي تميزا عن غيره من الأندية، فهل يستشعر الهلاليون ذلك، ويؤرخون للقبهم الكبير، ويسترجعون تفاصيله في كل مناسبة... أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، وأن الأمر لم يغب عنهم بالتأكيد.
الاستقلال.. هل يعيد النصر؟
كان متوقعا أن يستقيل العضو النصراوي تلو الآخر من إدارة النادي الأصفر بعد أن خرج فريقه الكروي من مولد المنافسة على خمس بطولات شارك بها بلا حمص، فلم يعد بعد المزيد من الخسائر إلا الخروج والبحث عن أسماء جديدة تدير النادي بروح جديدة، وتعمل من أجل النصر الذي كان، والذي أفلت شمسه منذ اثني عشر عاما، ظل خلالها حاضراً في المدرجات وفي الإعلام بمختلف وسائله، وحاضرا في العديد من القضايا حتى التي لا ناقة له فيها ولا جمل - بدلالة عدد من بياناته الشهيرة عن الأمين العام والاتحاد القاري - لكنه كان غائبا عن الحضور الأهم، وهو المنافسة في الميادين و تحقيق السبق في صعود المنصات.
وكان متوقعا أيضا أن يقرر أهل الحل والعقد في النادي إعادة النظر في الأسماء المحلية والأجنبية التي مثلت الفريق في موسمه الذي كرت سبحته الأحد الماضي، فبعد السقوط لم يعد هناك مجال لبقائهم، من مبدأ البقاء للأفضل الذي يسعى إليه الجميع.
أعتقد في هذا الشأن أن أهم ما يجب أن يفعله النصراويون إن أرادوا أن يعود فريقهم إلى حيث يريدون، هو التفرغ له وحده، وترك الفرق الأخرى وشأنها، فمال النصراويين وللهلال أو الشباب مثلا أو أي من لاعبي الفريقين، ومالهم ولإنجازات الأندية الأخرى وصفقاتها وتحركاتها، ولماذا يتفرغ بعض أنصاره لمساندة أي فريق يواجه الهلال، ورفع أعلامه في كل مدرج يواجه الهلال، والاحتفال بخسارة الهلال أكثر مما يحتفل أنصار الفريق الفائز فعلياً.
لقد خسر النصر استقلاليته و شخصيته، وبات يوحي بشكل أو بآخر في غالب الأحيان بأنه فريق تابع وهو الكبير الذي يجب أن يكون متبوعاً بحكم تاريخه وجماهيريته التي لا يختلف عليهما منصفان!!
إن أراد أهل البيت الأصفر عودة زمن النصر الجميل فعليهم العمل لنصرهم ولا شيء سواه، وعندما يفعلون هذا سيجدون أن بقية الأبواب انفتحت لهم من حيث لا يشعرون، أما عندما يعملون في النصر ويفكرون بالهلال فإن الفريق سيظل على حاله ولن يتجاوزها قيد أنملة.
أحضر النصر أفضل المدربين، و رمم صفوفه بجملة من اللاعبين، وغير وبدل في الإداريين لكن أياً من هذه الأشياء لم يحدث حراك حقيقي في الفريق، قد يتقدم الفريق خطوتين للأمام، لكنه في الغالب يتراجع ضعفهما للخلف، وما حدث في آخر أسابيع الدوري يصادق على ما ذهبت إليه، فهل يكتشف مسيروه علته الحقيقية حتى يعود النصر إلى سيرته الأولى، لننتظر الموسم المقبل ونحكم.
مراحل.... مراحل
- خرج الأهلي من مسابقة كأس ولي العهد على يد الفتح... وخرج من كأس خادم الحرمين على يد الحزم.. وبدلا من أن يقلل بعض الأهلاويين من شأن الفتح والحزم عليهم أن يسألوا أنفسهم.. لماذا فاز الفتح.. ولماذا تأهل الحزم... وكيف سقطت القلعة؟؟
- من سيظفر بالفرصة الأخيرة... الرائد أم أبها؟؟
- مهما بلغ العشق الجماهيري للمهاجم.. ومهما رفعت اللوحات باسمه ورقمه... ومهما دبجت المقالات والقصائد المبالغ فيها بحقه.. فإنه عمليا يبقى لاعبا دون إنجازات حقيقية تشهد على موهبته وتصادق عليها.
- اللاعب بلا إنجازات لا شيء في النهاية.
- ماذا يريد ريان بلال من لاعبي الهلال... فقد كاد أن يلحق أسامة هوساوي بالفريدي... قليلا من الهدوء يا ريان، وكثيرا من التوجيه يا إدارة النصر.
- مهاجم وخشن... جديدة على عالم الكرة!!
- ما قدمه حسام غالي أمام الهلال سيجعل النصراويين يفكرون غير مرة قبل اتخاذ قرار عدم استمراره مع الفريق.
- في فحص القناص.. سقط المدافع البرازيلي أكثر من مرة.
- الحارس خالد راضي أهم مكاسب النصر هذا الموسم، واستمراره بهذا المستوى سيجعله من أهم حراس الأخضر في المرحلة المقبلة.
- عودة القادسية.. وجماهيرية الفتح الكبيرة.. مكسب جديد لدوري المحترفين السعودي.
- القادسية فريق كبير.. له تاريخ عريض وصولة وجولة.. والممتاز مكانه الطبيعي...الأهم ليس وصوله.. بل عودته قويا كما كان قبل سنوات.
- هل يحقق الحزم مفاجأة الموسم ويلحق الاتحاد بالأهلي... شخصيا أتوقع صعوبة ذلك، رغم التفاؤل الحزماوي العريض بتكرار إنجاز التعاون التاريخي بالوصول إلى نهائي كأس الملك الذي يعد الانجاز الرياضي الأكبر في تاريخ أندية منطقة القصيم.
- أمام الأهلي الإماراتي وأمام النصر أكد البرنس الليبي طارق التايب أنه النجم الكبير الذي يصنع الفارق، وأنه واحد من قلة من اللاعبين المهرة الذين يجعلون الزميل وضميره فقط أمام المرمى، وأن الاستغناء عن خدماته سيكون واحدا من أصعب القرارات الزرقاء.
للتواصل:SA656AS@yahoo.com