إساءة جديدة موجَّهة للدين الإسلامي، ولخاتم المرسلين نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، هذه المرة من إيطاليا.
فبعد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة في الدنمارك، ثم الفيلم الهولندي المشين، تأتي شركة إيطالية لتنتج لعبة فيديو تحت مسمّى (مقاتل في سبيل الإيمان) تصوِّر معركة حتى الموت بين الأنبياء عليهم السلام.
هذه اللعبة الملغمّة بالأفكار اللادينية الهدّامة، تسخر أولاً من الأنبياء عليهم السلام، وتضعهم في صورة كاريكاتورية يلعب بها الأطفال، مما يقلل من احترام هذه الرموز الدينية الكبيرة في نفوس هؤلاء!.
كذلك فإنّ اللعبة تسخر أيضاً من فكرة الجهاد نفسه، وتضعه في قالب ساخر لا يتعدّى كونه لعبة!.
كما أنه ما من شك، أنّ هذه اللعبة الخطيرة تغذِّي التعصُّب الديني بوضع النبي محمد عليه السلام في صورة عدوٍّ للنبي عيسى عليه السلام يقاتله حتى الموت، وهذا لا شك خطير، كونه يعطي فكرة مغلوطة تماماً عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، التي تؤكد أنّ الرسل جميعاً بُعثوا برسالة واحدة تدعو إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده دون غيره.
فلم يأت رسول من الرسل بعقيدة تخالف ما جاء به مَن قبله، فكلُّ نبيٍّ أتى مصدِّقاً لما بين يديه، ولذلك نحن المسلمون الموحّدون لا نفرّق بين الرسل .. في حين أنّ هذه اللعبة تشير إلى أنّ صراعاً كان دائراً بين الأنبياء، وتوهم بأنّ كلّ نبي أتي بعقيدة جديدة مغايرة، وكأنّ اللعبة تقول لو كتب أن عاصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم النبي عيسى عليه السلام لتقاتلا حتى الموت كلٌّ في سبيل عقيدته!.
وبدون الغرق في التفاصيل، فإننا نجمل بأنّ هذه اللعبة إنما هي امتداد لما ظهر قبلها من أنواع شتى من السخريات، مرة على هيئة رسوم جامدة، وأخرى على هيئة رسوم متحركة دون مشاركة من المشاهدين، إلاّ أنّ هذه اللعبة تضيف شيئاً جديداً وهو إشراك الجمهور في أحداثها!.
* * *