ظلت صورة المبدع في الذاكرة الجماعية ذلك الإنسان البسيط المهمش الذي يكتب بقلم مغموس في حبر الفقر.. لا تعيقه أهوال الحياة وأعاصيرها..
يؤكد الأديب أكرم عبدي أن مبدعينا يحرسون مملكتهم الإبداعية في صمت وامتلاء وسمو وشموخ..
ويقول إنهم يؤمنون أن من ينتج ذهباً صقيلاً من الكلمات لا يحتاج إلى كنوز العالم..
وجبران تساءل يوماً: من يبيعني فكراً جميلاً بقنطار من الذهب؟
المبدعون يصرون على صنع الحياة ولو من صحاري الألم والتجارب المريرة..
فان جوخ عضه الفقر لكنه ظل يرسم..
وتشايكوفيسكي ظل يلحن وأن أنشبت الفاقة أنيابها فيه..
والقاص المغربي محمد زفزاف ضاق مسكنه لكن رؤيته وعباراته اتسعت.. وكبرت.
هذه الصورة يتمنى مبدعين هذا العصر أن تتغير..
يقولون: عليها أن تولي بلا رجعة.
وهم على يقين أن الإبداع إذا دُلل ومنح الرعاية لن يفقد حرارته وقوة تأثيره.