مارك صبي في الخامسة عشرة يعيش في حي من الأحياء الفقيرة في ريودي جنيرو بالبرازيل.. حيث مئات المنازل الصغيرة المبنية بالطوب والخشب.. هناك يعيش آلاف البشر ويكدون ويكدحون ليكسبوا من المال ما يكفي لشراء الغذاء والكساء لأسرهم.الكثير من الرجال الذين يعانون البطالة يقضون أوقاتهم في النوم.. بينما تعمل الزوجات، وبالقرب من تلك المنازل شواطئ بيضاء رائعة وجبال.
يقول (بنجامين ديزرالي): يجوب بعض أصدقاء مارك من المتسربين من المدارس الطرقات طوال اليوم للسرقة والتشاجر مع الآخرين.. وقد غامر بعض منهم باحتراف السرقة ونهب الأموال وكان مارك يفكر في اللحاق بهم، لكنه كان يتذكر دائماً نصيحة والده وهو يقول له: إن العيش في أمان بقليل من المال أفضل من أن تحيا في خوف مع كثير من المال.
وفي يوم من الأيام ذاع نبأ إنشاء مدرسة لتدريس علوم الحاسب للأطفال.. كان المشروع قد تم تنسيقه على يد شاب كان يمارس الأعمال التطوعية منذ أن كان عمره اثني عشر عاماً..
في اليوم الأول تقدم 400 شخص لتسجيل أسمائهم في البرنامج التعليمي وكان مارك من بين المتقدمين.
وقد تعلم في الدروس الأولى كيفية الإبحار في شبكة الإنترنت.. انبهر بكم الفرص التي كانت تنفتح أمامه.. وفكر: (الآن عرفت الصورة التي أريد أن تكون حياتي عليها.. أريد أن أدرس علوم الكمبيوتر لغيري من الأطفال.. ولأصدقائي الذين تورطوا في أعمال السرقة والمخدرات. وفي عام واحد كان (مارك) من الطلبة النابهين في المدرسة، وحصل على منحة دراسية لتعليم صفحات الإنترنت وتطوع لكي يصبح مدرساً لتدريس علوم الكمبيوتر في مناطق سكنية فقيرة.. وطبق المشروع في مدن أخرى.. آلاف المراهقين الآن أصبحوا يملكون فرصة لتحسين نوعية الحياة التي يعيشونها، وقد تطوع معظمهم لتعليم غيرهم من الأطفال ما تعلموه ونشر بذور التكافل أينما وجدت التربة الصالحة التي تسمح لهم بذلك.