Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/04/2009 G Issue 13363
الخميس 05 جمادى الأول 1430   العدد  13363
نوافذ
إرادة الحياة
أميمة الخميس

 

كلما ارتفعت أو حتى تلاشت الأسقف التي يناقش تحتها المجتمع قضاياه العامة والمصيرية، كلما كان هذا مؤشراً قوياً على تمتع هذا المجتمع بكامل الصحة واللياقة التي تؤهله لخوض المارثوان التنموي والحضاري، بروح وطنية مرتفعة، وإرادة متوثبة.

وكلما جاس ضوء الكلمة في المناطق القصية والدامسة كلما قاد الهواء الصحي النقي للأقبية العتيقة المسكوت عنها والغاطسة في الإهمال.

لكن بالطبع جميع هذا ينطلق ويعود لينضوي ويلتف تحت الدوحة الوطنية، الوحدة الوطنية هنا تصبح المقدس الذي لا يطاله الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا يقبل المزايدات والتفسيرات المضللة المواربة، حتى وإن اختار البعض من الذين سعوا إلى الاصطياد في الماء العكر، أن ينشروا بعض مقالاتنا في مواقع ومنتديات ذات حركات انفصالية متسترة بمتاهات الشبكة العنكبوتية, أو منتديات تعكس رؤية عاجزة عن الانخراط في المشروع الوطني الكبير، لكن مقالاتنا إن نشرت في تلك المواقع أعتقد أن هذا سيحسب ضد الحركة وليس معها، لأنها تعلن عن مقال نشر في جريدة رسمية، وتحت ضوء الشمس لقضايا تناقش بوضوح وعلانية وليس في المجالس القصية, هو يحمل في طياته إعلانا مبطنا لهذه الدولة التي تشرع بواباتها للضوء وأروقتها للحوار ونوافذها للأصوات المشبعة بحب الوطن، هو حتما تجربة نجاح لصحافة مسؤولة تناقش بحرية واعية لتعكس واجهة مضيئة لحرية المكان.

من يزايد بتلك المقالات ويحاول أن يغمز ويلمز من خلالها، عاجز عن أن يرى طاقات الحب والحرص والحدب التي تبطن كل جملة داخلها، عاجز عن رصد الحوار الوطني الذي قد يصخب ويضج في بعض المواقع، لكنه في النهاية يغلق على ولاء للمكان وتجذر في الأرض وحرص على المشروع الوطني بجميع أطيافه وتجلياته.

مشروعنا الوطني معجزة الرمال، الذي ضرب البحر بعصاه فانفلقت ملوحته على ينابيع وعيون ومدن ذهبية تنهض في وجه مردة الرمل والفناء الصحراوي.

هذه المزايدات والتفسيرات المضللة، تندرج تحت نفس تلك المجموعة التي كانت تصول وتجول في معرض الكتاب الماضي، تحاول أن تختار صفحة من كتاب من هنا، وسطرا من هناك لتأخذه مدخلا للتشكيك بالوطنية أو الانتماء، بينما في الحقيقة تربصهم وصولاتهم لا تعدو عن كونها تصفية حسابات تيارات فكرية متصارعة مع محاولة تأليب السلطة ضد الخصوم وهي بمنظورها المحدود القاصر عاجزة عن عن إدراج معرض الرياض الدولي للكتاب ضمن المشروع التنويري الكبير بما فيه من آثار إيجابية وحضارية على تجذير الوطن كقيمة وخط أحمر لا يمس، بعيداً عن الدعوات الأممية التي أصموا بها آذاننا لأجيال طويلة.

الوطن - العائلة حينما تناقش مشاكلها وتتحدث عن قصور أو خلل، فهذا لا يعني أن يستثمر هذا النقاش لأهداف تقلل من الانتماء وتبخس من شمولية مشروعنا الوطني...

الوحدة الوطنية هي دوحتنا - التي لا تخضع للمزايدات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد