طهران - أحمد مصطفى الخريف
تشهد العلاقات الإيرانية - العربية حالة من التذبذب وعدم الاستقرار بسبب دخول عوامل إقليمية ودولية ساعدت على تسخين منظومة العلاقات بين الجانبيين ؛ فبعد أزمة البحرين والمغرب، ظهرت ما بات يُعرف بخلية حزب الله بمصر، حيث أكدت الأخيرة وعلى لسان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط على ارتباط الخلية بأطراف خارجية، في إشارة واضحة إلى إيران التي ندّدت مبكراً وقبل تصريحات (أبو الغيط) بالتعامل المصري مع أعضاء خلية حزب الله اللبناني؛ ورغم أنّ التحقيقات لم تنته بعد إلاّ أنّ طهران ما زالت تقوم باتصالات إقليمية أملاً في طي هذا الملف الذي وضع (الدور الإيراني) في دائرة التساؤلات الإقليمية والدولية. وإذا كانت تلك النقاط الساخنة قد أضافت حالة من التسخين للعلاقات الإيرانية - العربية؛ فإنّ الحادثة الجديدة التي تتعلّق بإصرار إيران على وضع كلمة (الخليج الفارسي) على الميداليات الرياضية التي ستوزع لأبطال المسابقات الرياضية الإسلامية في طهران، قد دفعت بالدول العربية إلى وضع شرط يكون مقدمة للمشاركة من عدمها، والشرط هو أن تحذف إيران كلمة (الفارسي) من الخليج لكن إيران رفضت الشرط العربي، وأصرت على وضع الفارسية للخليج العربي، فقد رفضت إيران اليوم وعلى لسان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني شرط الدول العربية في المشاركة بدورة المسابقات الرياضية الإسلامية الثانية التي ستقام في إيران في الأسبوع المقبل، والذي يتعلّق بضرورة تغيير اسم الخليج من الفارسي إلى العربي، وقال علي لاريجاني مخاطباً الدول العربية: كفوا عن تلك الألاعيب لأنّ هذه الحركات والتصرفات ستكون في ضرر المنطقة ولا تسوي مشاكلكم، بل ستزيدها تعقيداً، وربط لاريجاني أمريكا بالطرح العربي متهماً إياها بالوقوف وراء تلك الأعمال، وتصر إيران على تسمية الخليج ب(الفارسي) حيث نقشت ذلك على ميداليات البطولة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الدول الخليجية والعربية الأخرى وأبرقت تلك الدول إلى سكرتارية البطولة الإسلامية بضرورة أن تغير إيران من اسم الخليج وأن يكون الخليج العربي.
من جانبه أكد حسن ميرزا اقا بيك مساعد رئيس منظمة التربية البدنية الإيرانية: أن هذا ليس موضوعاً جديداً وأن إيران ترفض ذلك وقال: (إن انسحاب الدول العربية من البطولة سيعرض البطولة إلى إحراجات كثيرة لأن الدول العربية لها حصة كبرى في البطولة).
وبسبب رسالة الدول العربية نظمت إيران ملتقى باسم الخليج الفارسي، حيث حضر في الملتقى كبرى الشخصيات الإيرانية أمثال الرئيس السابق محمد خاتمي والشيخ مهدي كروبي وناطق نوري ومستشار المرشد خامنئي علي أكبر ولايتي والقائد السابق للحرس، حيث أكد هؤلاء في كلماتهم على فارسية الخليج وأن إيران لن تتنازل عن فارسية الخليج.
من جانبه أكد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي: أن الفارسية هي الملازمة لكلمة الخليج منذ التأسيس ولا داعي لتغيير اسم الخليج، ويرى ناطق نوري رئيس البرلمان السابق: (إن الخليج فارسي وسيبقى فارسياً للأبد) وإذا كانت العلاقات الإيرانية مع مصر والمغرب والبحرين واليمن، قد تعرضت إلى حالة من الاصطدام فإنّ العلاقات الإيرانية - السعودية تمر أيضاّ في حالة من الإحراج لاسيما وأن صحفاً متشددة مثل كيهان تنشر بين الفينة والأخرى مقالات وموضوعات تسيء إلى المملكة؛ ورغم أنّ التحركات الحكومية حاولت تطويق تلك الأزمة، إلا أن الخبراء الإيرانيين يعتقدون أن العلاقات الإيرانية - العربية التي عاشت فصولاً ربيعية في زمن الرئيس السابق محمد خاتمي، عادت وبفعل تلك التطورات إلى الفصول الخريفية، ويؤكد هؤلاء الخبراء ل(الجزيرة) بأنّ عودة الرئيس نجاد إلى الخطاب الثوري الثمانيني جعله يعيش حالة من التخبط، وذلك لأن الإصلاحيين حاولوا صياغة خطاب جديد يعتمد على التعايش مع الإقليمي والدولي، بينما اعتمد الرئيس نجاد على الخطاب الإيراني الثمانيني الذي يدعو إلى تصدير الثورة ومساعدة حركات التحرر التي تتحرك في الفلك الإيراني)، ولم تغب تلك الموضوعات عن مرشحي الرئاسة الإيرانية فلقد انتقد المرشحان الإصلاحيان مهدي كروبي ورئيس الوزراء مير حسين موسوي الرئيس نجاد بسبب تردي الأوضاع في العلاقات الإيرانية - العربية ووعدا بإصلاح الأمور.