بيروت - منير الحافي
أفرج مساء أمس الأربعاء عن الضباط الأربعة الذين كانوا موقوفين في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وسط ترحيب واسع بقرار المحكمة الدولية إخلاء سبيلهم في أوساط عائلاتهم ومحاميهم والمعارضة.
وأمر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين بالإفراج فوراً عن الضباط الأربعة مشيراً إلى عدم وجود عناصر تمكن من توجيه الاتهام إليهم.
وتلا فرانسين قراره الذي استند إلى ما رفعه إليه مدعي عام المحكمة دانيال بلمار بالنسبة إلى وضع الضباط، من مقر المحكمة في لايدشندام، ضاحية لاهاي، خلال جلسة علنية للمحكمة الدولية نقلت مباشرة عبر الإنترنت وشاشات التلفزة في لبنان.
وأمر فرانسين بالإفراج الفوري عن المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد والقائد السابق للحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج والمدير السابق لمخابرات الجيش العميد ريمون عازار. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان بعد وقت قصير من صدور قرار الإفراج اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية الضرورية لتأمين انتقال الضباط الأربعة من السجن المركزي إلى منازلهم، وكذلك تدابير الحماية في محيط تلك المنازل. وخرج الضباط الأربعة بعيد السادسة مساء من سجن روميه شمال شرق بيروت، كل في موكب من السيارات الرباعية الدفع، بمواكبة أمنية، وعادوا إلى منازلهم حيث استقبلوا بإطلاق الرصاص والمفرقعات وأجواء التأثر والاحتفال من أقاربهم وأصدقائهم ومؤيديهم. وكان لافتا وجود نواب من حزب الله في استقبال كل من الضباط. وأصدر الحزب بيانا رحب فيه بقرار المحكمة الخاصة بلبنان إخلاء سبيل الضباط في المقابل، أعلن النائب سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، انه يرحب بأي قرار يصدر عن المحكمة الدولية، بما فيها ما يتعلق بالضباط الاربعة. وتوجه الحريري في مؤتمر صحافي عقده السادسة مساء في وقت كان يتم الإفراج عن الضباط الأربعة إلى اللبنانيين وكل محبي رفيق الحريري، بكلام واضح وحاسم ومسؤول، كما قال. وأضاف أقول لكم أنني لا اشعر بذرة واحدة من خيبة الأمل والخوف على مصير المحكمة الدولية أو حتى أدنى شك بأن ما جرى هو إعلان صارخ بان المحكمة انطلقت جدياً وستصل حتما إلى القتلة وستقيم العدالة وتحمي لبنان. وأضاف أرحب بأي قرار يصدر عن المحكمة الدولية سواء تعلق بمصير الضباط أو أي أمر من اختصاصها، مضيفا أن القرار الصادر عن المحكمة لن يكون موضع تشكيك. وأكد أن المحكمة باقية وفوق الصفقات... وغير مسيسة وستصل إلى القتلة، مجددا توجيه الاتهام السياسي إلى سوريا بأنها وراء مقتل الحريري ومجددا قبوله بحكم المحكمة مهما كان. وكان حشد من الإعلاميين واكب عملية إخلاء السبيل. وأمام منزل اللواء السيد، علقت لوحة عليها صور الضباط الأربعة مع كلمة أحرار.