Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/04/2009 G Issue 13363
الخميس 05 جمادى الأول 1430   العدد  13363
أضواء
إنفلونزا الخنازير
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

الخنزير حيوان مكروه لدى المسلمين.. وغير محبب لدى معظم العرب، ويحرم المسلمون واليهود معاً أكل لحم الخنزير، ورغم أنه يربى في زرايب وحظائر بالقرب من منازل سكان القرى والفلاحين حيث يعتبره القرويون الأوروبيون والآسيويون من الحيوانات المستأنسة، ولذلك فإنهم يشاركون الخنازير المعيشة خاصة في القرى والمزارع، وهذه الصفة يتشارك فيها الخنازير والطيور، ومن هنا تكمن خطورة الوباء الذي تفشى في حظائر وزرايب الخنازير، حيث انتشر مرض إنفلونزا الخنازير الذي ظهر في مزارع المكسيك ومنها انتشر إلى باقي دول العالم.

والمرض هنا وخطورته وتأثيراته مختلف عما عرفناه عن مرض إنفلونزا الطيور، ففي الطيور يصاب الطائر بالمرض وينتقل الفيروس من طائر إلى آخر، وتتعرض الطيور المصابة إلى الموت، حيث (تنفق) آلاف الطيور وتنتقل الإصابة إلى الإنسان حيث يلتقط الإنسان فيروس المرض بسبب الاختلاط والعيش مع الطيور الداجنة وحتى أكلها.. أما في الخنازير، فالفيروس يتفشى في مزارع الخنازير حيث يتحول الخنزير إلى حاضن للفيروس فكون الخنزير يمتلك جهاز تنفس يحوي على مستقبلات تلتقط فيروسات الإنفلونزا بأنواعها المتعددة، كإنفلونزا الطيور والإنفلونزا التي تصيب البشر، وفيروسات الإنفلونزا الأخرى التي تمتلئ بها الأجواء، وخصوصاً في أماكن مكبات النفايات. وبما أن (زرائب الخنازير) تستعمل بقايا المأكولات من الخضراوات، وهو يوفر بيئة حاضنة للفيروسات فتتوالد وتتطور داخل أجسام الخنازير، ولعل هذا ما يفسر انتشار الروائح الكريهة، لأن الخنزير حاضن تجمع لكل الفيروسات المعروفة كإنفلونزا الطيور وفيروسات إنفلونزا البشر، مما يؤدي إلى إنتاج فيروس آخر جديد يمتلك مواصفات ذات تأثيرات خطيرة، وتطلق فيروسات قاتلة مدمرة تنتقل للإنسان عن طريق الجهاز التنفسي، فعندما تطلق الخنازير الفيروسات القاتلة في الهواء عن طريق الزفير تنتشر هذه الفيروسات في الفضاء فيصاب بها الإنسان فيمرض وتتفاقم الإصابة التي تؤدي إلى الوفاة ما لم يحصل المصاب على العلاج، وخطورة المرض في سرعة انتشاره بين بعضهم البعض عن طريق السعال والرذاذ، ولهذا فإنه ينصح باستعمال الكمامات في المناطق الموبوءة، بالإضافة إلى استعمال مضادات الفيروسات المخصصة للتصدي لفيروسات إنفلونزا الخنازير كعقار (التاميغلو) وعقار (زاناميغير) الذي يعرف باسمه التجاري (رلينزا) ويؤخذ عن طريق التنشق.. إلا أن الأدوية والعقاقير التي تستعمل لمعالجة حالات الرشح والإنفلونزا العادية لا تنفع مع هذا المرض الذي نبتهل إلى الله العلي القدير أن يبعده عن بلادنا وبلاد المسلمين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد