Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/04/2009 G Issue 13363
الخميس 05 جمادى الأول 1430   العدد  13363
المنشود
يوم القُرّاء الرابع
رقية سليمان الهويريني

 

أجدني في كل لقاء شهري يجمعني بقُرّاء المنشود، أحشد جهودي وأسترجع ما كتبته على مدى شهر كامل وما حواه كل مقال من تعليقات القُرّاء المتباينة: احتجاج من قارئ، وعتب من آخر، وسخرية من ثالث، وتأييد من رابع.. وكلها تأخذ نفس الاهتمام.

** في مقال (كُتَّاب الصحف وحقوق الإنسان) ترى الأخت العنود الطيار أن النساء لا حيلة لهن أمام العنف والاضطهاد إلا بالتمثل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم (إنها ستكون بعدي أثرةٌ وأمورٌ تنكرونها! قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)، ولعل العنود تشير إلى ضرورة صبر المرأة على العنف مع القيام بواجباتها وسؤال الله حقوقها، وإعفاء حقوق الإنسان من المطالبة به. وكم هو قاس على النفس أن ترى غريمك ولا تطالبه بحقوقك! ولا شك أن الرجاء بما عند الله خير وأبقى.

** القارئ سلمان بن محمد أعجبه الصياد الصيني الماهر الذي اصطاد المرأة ظنا أنها غزال شارد، وتساءل: لو كانت المرأة هي التي اصطادت الرجل، بأي شيء ستعتذر ويكون شبيهاً للرجل الصيني؟! بينما يود محمود المختار الشنقيطي أن يعرف إن كان الغزال يمثل الرمز نفسه لدى الصينيين! باعتبار أن لكل ثقافة رموزها الخاصة بها. والمختار يلمِّح إلى أن التشبيه قد يكون سخرية وليس مدحاً! وأقول: إن كان الصينيون يشبهون المرأة بالغزال فإن السعوديين يشبهون نساءهم بماركات السيارات! ولعل المرأة لا تصعق حين يشبهها الرجل بالتريلة! فلها العذر إذاً أن تشبهه بجيب الربع أو بالقلابي حسب خفة الدم أو العقل.

** يبدو أن القُرّاء يميلون للتراجيديا؛ حيث تأثروا بمقال (أيها الأمل ما أوسعك)؛ فالقارئ حسام يقول: لم يقع الانفجار العنيف على نوال وحسب، بل امتد إلى زوايا قلوبنا. ويتساءل: لو وزنا كلا العملين في ميزان المعروف فمن ترجح كفته؟ الزوجة التي أسكنت طارقاً داخل روحها قبل بيتها؟ أم طارق الذي اقترن بامرأة كان يعتبرها أماً له؟ وأقول: بادرت نوال بالمعروف فكان طارق مبادلاً ومكافئاً.

** في مقال (فأسرّها يوسف ولم يبدها) علّقت الأخت منار على نهج يوسف عليه السلام بتعامله بالصمت إزاء المشاكل لوقف شلال العنف ورد الاعتداء! بأن هذه الطريقة نافعة سابقاً، ولكنها حالياً لا تنفع إلا إذا كان بهدف تفهُّم المشكلة؛ ليتم التعامل معها بالطريقة المناسبة. فالصامت يُضطهد ويؤخذ حقه ويهمَّش ولا يؤخذ برأيه، بينما ينتصر مَن يدافع عن حقوقه.

** عبر مقال (غشاش في بريطانيا) يأسى محمد الشقاوي على الانحدار الأخلاقي في مجتمعنا حتى أصبح للغش مسميات مختلفة، ووصل الأمر إلى الإفتاء بجواز الغش في حالات معينة. ومن خلال تجربته الدراسية قرابة سبع سنوات خارج المملكة رأى الطلبة هناك يغشون وبشكل لافت، والفرق أن الجامعة والمجتمع والقانون يعدون الغش جريمة أخلاقية وغير قانونية وتُتخذ كل التدابير للتقليل منه، ومنها تقنية حديثة من خلال برامج تساعد في معرفة النسبة التي يحتويها البحث من مصادر أخرى، وأشهر هذه البرامج Turnitin، وهم هنا يعترفون بوجود الغش كمشكلة ويبحثون عن الحلول وليس تبريره.

ويبدو يا محمد أننا في بلادنا لسنا بحاجة لمعرفة الحلول فنحن لم نعترف إلى الآن بأن لدينا مشكلة الغش! ولحين ننتبه فنعترف، (نأخذها من قصيرها) ونبرر لطلبتنا الغش!!

rogaia143@hotmail.Com
ص.ب: 260564 - الرياض: 11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد