إن دكان الجشع يقود إلى الاحتيال وخرق الأنظمة والكذب وخلخلة وتيرة حياة الناس، فهذا شأن لا يخص صاحبه فقط، بل إنه يعني الجميع بوجوب محاربته والتصدي له، ومنع هؤلاء من ممارساتهم الابتزازية الجشعة.. والأمثلة متوافرة وقريبة التناول،ومنها أنك تقف في صفوف المنتظرين لإنجاز إجراءاتهم بإدارة أحوال (الرياض) مثلا ورقمك يتخطى الثلاثمائة فيأتي من يعرض عليك رقم (20) بمبلغ مائة ريال أو رقم (50) بسبعين ريالا وهكذا تدرجا، فهؤلاء يحضرون مبكرين ويحجزون الأرقام ثم يبتزون بها الآخرين في صورة غير حضارية تنم عن نفس جشعة ودنيئة، وهل يمكن لإدارة الأحوال قمع هؤلاء؟ الجواب عندهم.. وصورة أخرى حينما يمارس مواطن تهريب عمالة مخالفة للأنظمة تفسد بالبلاد وربما تبدأ به وبذويه وأقاربه، وذلك من اجل حفنة من المال يلهث خلفها طمعا وجشعا على حساب الوطن وأمنه، خذ مثلا آخر حينما يجتهد عمال آسيويون (ومن فئة عرفت بخرق كل القوانين والأنظمة) لإقناع مواطنين بفتح محلات بأسمائهم وتركهم يعملون أو بالأصح (يعبثون) بها مقابل مبلغ شهري زهيد يدفع للمواطن، بينما هم يجنون آلافا مؤلفة وبطرق غير مشروعة، والمواطن يجهل أو يتجاهل انه يسيء لنفسه ووطنه، وان ما يقبضه تشوبه الشبهات الشرعية، والأقسى من كل هذه الأمثلة أن تجد موظفا مؤتمنا يسهل بعض المخالفات للمخالفين والمتخلفين، مع أنه يعي أن هذا السلوك سيكون وبالاً عليه عاجلاً أو آجلاً.