كثيرا ما يدور الحديث بين المهتمين بالشعر الشعبي هذه الأيام عن المقارنة بين شعر الأمس وشعر اليوم، فانقسمت الرؤية النقدية إلى قسمين هما:
القسم الأول:
يرى أن شعر اليوم أفضل من شعر الأمس، مستدلاً على ذلك باختلاف وتطور الثقافة والمفاهيم وطريقة التعامل مع القصيدة من حيث البُعد عن المباشرة والاعتماد على الصور البديعية في القصيدة، ويضيف على ذلك أن شاعر اليوم أوفر حظاً من شاعر الأمس من حيث الاهتمام الإعلامي على شتى وسائله. وقسم آخر يرى عكس ذلك؛ حيث يرى أن شعر الجيل السابق لا يقارن بما نسمع اليوم، ويصنف أغلب ما نسمع اليوم بالغث أو كما صنفه أحد الاوباء المعاصرين بالإسهال الشعري. والحقيقة أنني أردت من طرحي لهذا الموضوع استطلاع آراء المتذوقين وإن كانت لي رؤية خاصة تجاه هذا المنوال أريد أن أختصرها بأسطر، وهي أن الإبداع ما زال موجوداً قديماً وحديثاً وإن كان في العصر السابق أقوى وأكثر، وقد يكون ذلك لعدة أسباب، من أهمها:
المشاعر الصادقة وأن الشاعر يأتي إنتاجه الشعري ترجمة لمشاعره تجاه موقف معين، عكس اليوم ليقال (اسمع الجديد).
الأمر الثاني:
البُعد عن التكلف؛ فشاعر الأمس لا يتكلم إلا بحدود معرفته، وهذا عكس ما نشاهده من شعراء اليوم.
الأمر الثالث:
ترك الشعر لأهله في ذلك العصر؛ حيث لا يتعامل مع الشعر إلا أهله، عكس اليوم؛ حيث أتيح لكل عابث التطاول على الشعر وكثر مدعو المواهب، وكما قيل في المثل (إذا كثر الشعراء قل الشعر).
الأمر الرابع:
حصر مجموعة من وسائل الإعلام نشاطها على الشعر وكثرتها وتركيزها على الجديد وإغفال الماضي؛ فهي يهمها في المبدأ الأول الربحية وتغطية موادها الإعلامية حتى ولو كان ذلك على حساب الشعر.
هذا ما أردت أن أقول، وإن كنت لا أستغني عن آراء الإخوة القراء.
ودمتم..
وإلى اللقاء في موضوع آخر.
majedhawash@windowslive.com