تعامل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة مع وباء إنفلونزا الخنازير يدل على أن هذا الوزير على قدر المسؤولية التي كلف بها من قبل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
فبتوجيهات من الملك عبدالله بن عبدالعزيز استنفرت الوزارة طاقاتها من أجل التصدي لهذا الوباء القاتل الذي تركزت بؤرته الرئيسة في المكسيك وأخذ يظهر في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية حتى وصل إلى إسرائيل، وهذا يعني أنه على الأبواب.
فوزير الصحة لم ينتظر حتى تسري الشائعات، وإنما كشف الأمور منذ البداية.
فالوزير الربيعة بادر بنفسه وبسرعة إلى قراءة بيان تلفزيوني يكشف فيه للمواطنين والمقيمين خطط الوزارة لمواجهة هذا الوباء المحتمل. هذه الخطوة بحد ذاتها تدل على تقدير كبير من الوزير لأهمية الشفافية ومخاطبة الجمهور مباشرة دون إبطاء لتبيين الحقائق أولاً بأول.
الأمر الثاني، قامت الوزارة بعقد اجتماع طارئ للجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية.
ونلاحظ أن الوزارة بدأت بخطوات عملية لمواجهة الوباء وعدم انتظار الكشف أو الاشتباه في وجود إصابات، كما تم طمأنة الجمهور بخلو المملكة حتى الآن من أية إصابة بالمرض، وهذا البيان سينعكس إيجاباً على قطاعات عديدة في بلادنا وليس على قطاع الصحة فحسب.
ومن الخطوات العملية السريعة التي قامت بها الوزارة تزويد جميع مرافق الصحة بمعلومات وافية عن المرض وأعراضه وكيفية تشخيصه والعلاجات المناسبة له، تحسباً لأي طارئ لا سمح الله، مع التأكد من توفر الأدوية العلاجية والوقائية المتعلقة بالمرض في مختلف المناطق والمحافظات.
وليس هذا فحسب وإنما دعت وزارة الصحة لعقد مؤتمر طبي خليجي وبمشاركة من خبراء من منظمة الصحة العالمية يوم السبت بعد القادم لمناقشة سبل مكافحة الوباء.
وهذه خطوة رائعة لأن تبادل الخبرات في مثل هذه الظروف في غاية الأهمية لأن الوباء لا يحترم الحدود السياسية ولا ينتظر الحصول على تأشيرة دخول! فالجميع يجب أن يتعاونوا لمواجهة الوباء، كل حسب طاقاته وإمكاناته.
ونأمل من الوزارة وعلى رأسها الدكتور الربيعة الاستمرار في تزويد العامة بتطورات الوباء أولاً بأول حتى لا يفتح باب للشائعات التي تجد في مثل هذه الظروف بيئة خصبة للتكاثر.
