هذه المرة قلت سأكتب إليك يا نايف بن عبدالعزيز أنت ياشامخا كالسيف
ويا مضيئا كالقمر
يا ساكنا في القلب وفي الذاكرة
يا مبحرا في الدم وفي عروق الدم
يا هادئا ويا جادا ويا دقيقا وعادلا في العمل وفي البناء
يا مصحوبا بروح العمل الجمالي الذي ميزك
يا فارس الأمن وأشكال الاستقرار
يا كاسب الأمن
يا رمز الأمن
يا أمير الأمن
ويا منارة الباحثين عن الأمن والاستقرار والدعة
* **
يا نايف بن عبدالعزيز وقعت على وزارة الداخلية بحب حتى حولت الوطن من قرى فوضوية متناثرة فوق الجبال وحول الجبال وفي الوهاد والفيافي إلى مدن آمنة مستقرة معجونة من شمس وقمر وضباب ومطر وروائح فل وكادي وريحان وياسمين ورسمتها أمنيا حتى حولتها الى لوحات رائعة مثل لوحات الفنان التشكيلي الهولندي (بييتر دي هوغ) الذي ترك للعالم ما يقارب مئتي لوحة تعتبر من أهم أعمال القرن الفنية من حيث الظل والضوء ودقة التنفيذ، وأنت أبدا مثله بل يزيد كنت للأمن مثل صانع التحف الذي يخرج من تحت أنامله روائع التحف الفنية وهذه حقيقة لا تنتفي أبدا أن التدرج الحاذق في بناء الأمن والاستقرار إنسانا وحجرا وظلا ولونا وضوءا كان مثارا للإعجاب منذ عقود مضت لك أيها الأمير والوزير والإداري والمشرف على البناء الأمني والتعمير الأمني والتثقيف الأمني والتأهيل الأمني وتخريج الكوادر الإنسانية في مختلف العلوم ومناحي الحياة الأمنية أن السحر الفني والهندسة الإبداعية في (الأمن) التي رسمتها أصبحت الآن واضحة المعالم وبينة لأن مصدر الفعل وقوة الارادة نبعت من قوة الشكيمة التي تملك أن المهارة والدقة في هندسة الأمن تم إتقانها بدقة كبيرة وتصميم عظيم من أجل تحسين النماء والاستطالة للإنسان وللأرض، اخترت أنت اللون المناسب لهذه اللوحة الأمنية العجيبة وتعمدت أن تجعلها بسيطة وأنيقة ولكن اتساع هذه اللوحة يمنح المراقب تخيلا عجيبا في تكوين هذه اللوحة رسما ولونا وأنامل وفرشاة، إن اللغة في القرن السابع عشر كانت صورة البحر ترمز للحب والسفينة أو القارب الشراعي يرمز إلى الحبيب، وهناك ربط بين وثيق بين تلك الرموز يؤدي إلى معنى واحد هو سفر شخص ما، و بالعودة إليك نجد أن لوحة الامن فيها الكثير من الإبداع والكثير من الفن اعتمدت أنت فيها استخدام الألوان ووظفتها جيدا في خدمة البناء والتحديث الجديد والاستقرار العظيم أن العبقرية والتصميم التي قهرت فيها الصعاب وأزلت فيها الشوائك وجرفت عنها عوالق الإرهاب حتى تحديت التحدي نفسه وجعلت من الأمن الوطني عملاقا قاهرا يبدو ضئيلا وقزما أمام إرادة الرجال أمثالك حتى جعلت من هذا الأمن لآلئ مضيئة في ليالي الوطن الكبير، إن تناغم الأرض والإنسان أمنيا يظهر جليا في صورة رضا تام عما قمت به وتركت بصماتك عليه، أن البحر والرمل وسواحل السحر الغربية والشرقية وبيد الشمال وجبال الجنوب وهضاب الوسط تبادلك التحية والسلام وعظيم الامتنان لأنك رسمت فيها لوحة الأمن الذي لا تقل روعة وجمالا وجاذبية عن لوحة التمدد العظيم الذي يعيشه الوطن الكبير أن كل أرض تطأها وكل أديم تمشي عليه يتحول بفعل إرادتك القوية إلى مساحة آمنة بفعل إتقانك البديع لاستراتيجية العمل الأمني، أن الفنان الهولندي جان فيرمير Jan Vermeer من أهم فناني القرن السابع عشر الميلادي وعلى الرغم أنه لم يترك سوى القليل من أعماله لكن أعماله تعتبر من أهم أعمال القرن الفنية من حيث تكوين الظل والضوء وتميزت لوحاته بحرفية متناهية تنم عن فنان عظيم، وكذلك أنت أيها الرجل الأمير بعثت فينا الضوء ورسمته لنا برؤية تامة وبألوان واضحة تظهر حدة رسمك وتآلف وتناسق ألوانك وأظهرت لنا مشهد الوطن الآمن مثل فنار الحب وبحر الشوق وناطحات السحاب والشوارع الفسيحة التي يعكس جمالها ألوان النيون الملون، أن وطننا الكبير بكل ظروفه البيئية والمناخية وترامي أطرافه يسلمك حاله عاشقا لك وهو يبتسم بمودة لتفعل به ما تشاء مثل ما فعلته في العقود الخوالي عملا ورسما وقصيدة حب وفارس حلم لا يشق له غبار، إن العمل الأمني الذي أنجزتموه كبير وتفاصيله جبارة وعوائقه متعبة لكن دورك الريادي في تحدي الصعاب وولعك في السباق وقفز الحواجز جعلنا مدركين تماما بأنك اجتزت الحواجز بنجاح كبير.
ramadan.alanazi@aliaf.com