في تجربة فريدة في البرلمان التركي.. ترك المجال لمجموعة من الأطفال لفترة زمنية لا تتعدى الساعات أن يشكلوا نوابا جدداً للبرلمان التركي منهم، وحين تم الأمر وانعقد المجلس بهم كان من أهم قراراتهم تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والعالم، وقرروا بدورهم كأطفال ترشيد استهلاكهم للشوكولا وكذلك طالبوا بتخفيض أسعارها بالإضافة لقرارات وأفكار أخرى كانوا يقدمونها بسلاسة وروعة وثقة أصحاب القرار، وقد تجلت هذه الثقة حين صححت إحدى الطفلات سؤالاً كان طرحه عليها الرئيس التركي حول اختبارها لمساعديها من الأطفال فقالت: فخامة الرئيس أنت تملك نائبين وليس مساعدين لذا سأقوم بتعيين نائبين لي.
هذا مثال لخوض الأطفال واندماجهم في عالم الكبار عرضته نشرات الأخبار قبل أيام وبتقرير مصور عكس جرأة الأطفال وجدارتهم في الحوار وإثبات الذات.
عالم جميل ومماثل شاهدته في مكتبة الملك عبدالعزيز بالمربع، حيث خصصت المكتبة قسما خاصا بالطفل وهي مكتبة مستقلة خاصة به مجهزة بأحدث التجهيزات التي تمكن الطفل من تنمية مواهبه ومداركه.. هو بصدق عالم دافئ وواعد بمستقبل مشرق بالعلم والمعرفة والتسلية المفيدة.
وقد كان جديراً بالمكتبة تكريمها خلال الملتقى الثالث لنادي مكة الأدبي الثقافي الذي اتخذ من (ثقافة الطفل) عنوانا لهذا الملتقى وذلك على جهود مكتبة الملك عبدالعزيز في نشر ثقافة الطفل وما تقدمه له من برامج مشوقة في سبيل تعميق ونشر ثقافة القراءة لدى الأطفال وكذلك دورها الإيجابي في ترجمة ونشر وتوزيع عدد من الكتب التي تهتم وتهم الطفل.
ويعد مشروع نادي الطفل هذا المشروع الكبير الذي تبنته المكتبة وتشرف عليه مشروعا كبيرا يقدم الكثير لمراحل عمرية مختلفة من حياة الطفل.
كان لملتقى المكتبة الشهري (تجاربهم في القراءة) والذي استضاف سعادة د. نجيب الزامل للحديث عن تجربته مع الكتاب ورحلته في عالمه السبب للاطلاع على هذا الجهد الكبير الذي يتم في المكتبة وكذلك الولوج لعالم الطفل المعرفي الذي خصصت له المكتبة الجهد والاهتمام والرعاية.
الشباب والثقافة بين المرجو والواقع
كان هذا عنوان حلقة من برنامجي الثقافي الأسبوعي (مرافئ) على القناة الأولى، فقد صورنا حلقة خاصة نناقش فيها طموح الشاب المثقف وهمومه وآماله وواقعه، التقينا بشباب واعدين من الجامعات السعودية وبكاتب في جريدة الوطن وبمسؤول في جمعية الكشافة العربية السعودية ما استطعنا للإحاطة بهذا الموضوع وبالجهات المعنية لاحتضان مواهب الشباب وتنميتها.
لم تدهشني أبداً حماسة الشباب أثناء الحديث وتطلعاتهم لمستقبل مشرق بفكرهم.. لكن المدهش درجة الوعي العالية التي يتمتعون بها وطبيعة الحوار في التعبير عن النفس وتفسير الواقع الثقافي وما يقدم لفئة الشباب في المؤسسات الثقافية المختلفة وما يجب أن يقدم لهم.
الكثير وضعناه على مائدة الحوار والكثير من المقترحات والأسئلة وضعها الشباب أمام المسؤولين وأصحاب القرار كان أبرزها:
أعطونا الفرصة لنعبر.. اسمعوا آراءنا وأصواتنا.. امنحونا الصلاحيات الكافية لنكون المسؤولين ونكون نحن.. لنسمو بفكرنا ويعتز بنا الوطن.
هذا الحماس الرائع وهذه الأفكار النيرة وهذه المواهب الواعدة بحاجة لوقفة تأمل ودعم وبحاجة أيضا من أصحابها للخروج من الدائرة الضيقة إلى تقبل المجتمع والاندماج في مؤسساته المختلفة التي تفتح أبوابها وقلوبها للشباب.
كان مثالاً حياً قبل أيام منتدى الإعلاميين الشباب الذي أقيم في قاعة نيارا وكذلك رحلات الشباب عبر العالم مع جمعية الكشافة العربية السعودية ومشاركاتهم فعاليات وملتقيات عديدة فكرية وثقافية في مختلف أنحاء المملكة.
آخر البحر.. لعبدالرحمن العشماوي
والناس يا بني يلهثون
وهم على الطريق
يلهثون
حكايتي حكاية
في قريتي..
بدأت رحلة الطفولة
في قريتي..
لعبت بالتراب والحصى
حكايتي حكاية
من بيتي الصغير
maysoon abu baker@yahoo.com