استشرت خلال الآونة الأخيرة أنماط سلوكية لافتة في الوسط الرياضي, يقف خلفها ثلة من المتعصبين المبدعين في تأجيج المشاعر وبث الكراهية في نفوس العامة من الناس.
غالباً ما تعالت في فترات سابقة الأصوات المطالبة بقمع أسياد التعصب الرياضي من المؤمنين بمقولة: (إن لم تكن معي فأنت ضدي), وسالفو الذكر كانوا من الأنماط المألوفة و(المعروفة) في الوقت نفسه.
غير ان ما أنا بصدد الحديث عنهم هم عناصر تعمل في الخفاء، أكثر مما تقدمه في العلن، وتظهر أمام الجميع بصفة وواقع مغاير لما تحيكه في الظلام، وتجيد إدارة وإثارة الجماهير، وتأجيج المشاعر نحو السلب، وهنا مكمن الخطورة وهي ممارسات لم تكن مألوفة في الوسط الرياضي, وعموماً هم قلة آمل أن يكون مصيرها إلى الزوال في القريب من قادم الأيام.
وحتى نعي جيداً أننا أمام فيروس يتهدد الرياضة السعودية، يكفينا متابعة سريعة للبرامج الرياضية الفضائية في (بعض) القنوات المتخصصة أو إلقاء نظرة في (بعض) وسائل الإعلام المقروءة لنجد أنفسنا أمام أشكال من الممارسات الكلامية والجسدية والانفعالات التي تنعكس في النهاية على سلوكيات كم كبير من مختلف فئات المجتمع.
أرى أنه يتوجب لمجابهة هذا الخلل السلوكي المستشري بين ثلة المتعصبين أن نبتر المصطلحات التي لا ترقى للنشر والعبارات غير اللائقة، وأن تسعى الجهات المعنية لمعالجة هذا الأمر وفق أساليب علمية وحضارية لكون الرياضة ثقافة وحضارة وإذا أردنا ترويض (هواة تأجيج المشاعر) يجب أن نعي أن الرياضة جعلت للفائدة والتسلية وقضاء وقت الفراغ والمنافسة الشريفة، وهذا يعني أنها لا تستوجب هذا الاحتقان الذي نشاهده الآن من كل ما يؤجج المشاعر ويحيي التناحر والتباغض. وأيضاً لكي نعالج هذه المشكلة يجب علينا تقبل الآخر أولاً ونغيّر من سلوكنا ونطهر قلوبنا ونمحو آثاراً لا تنفعنا، بل تنمي فينا استعظامنا لأخطاء الغير، وأن نقف وقفة صادقة في وجه كل ما يمس تقدم الرياضة السعودية وأن ندرك مدى خطورة مثل هذه المخالفات على الفرد والمجتمع وتوعيتهم بأن الرياضة تنافس شريف.
شاغل الناس
في كل الأحوال يبقى الزعيم الهلالي مالئ الدنيا وشاغل الناس, وتلك حقيقة يجب أن يدركها ويؤمن بها الجمهور الهلالي ومحبو هذا الكيان العظيم الذين يغضون الطرف عن أي شيء ولكن يتمسكون ويعضون بالنواجذ على اثنتين فقط ومن المستحيل أن يفرطوا بهما وهما (الزعامة) و(البطولات).
وبالتالي اعتدنا كل عام على أنه لا صوت يعلو على صوت الهلال، وحتى وإن حاول البعض النيل والتشكيك في مكتسباتنا وإنجازاتنا تبقى الزعامة للزعيم بلغة الحقائق والأرقام, والهلال يا بنو هلال لا يتربع على عرش الأفضلية المحلية وحسب فهو يبسط نفوذه على الصعيد الآسيوي، حيث تؤكد الأرقام بأنه سيد أكبر قارات العالم بلا منازع، وسيبقى الزمن زمن الزعيم.
نعم قد تقف بعض الظروف في طريقه ولكن يبقى الهلال الطرف الثابت في معادلة النهائيات, وما أهدف إليه هو أنه حتى وإن خفت أحياناً بريق الهلال وخذلته الظروف فالأكيد أنه سيعود، فالهلال يمتلك ترسانة من اللاعبين الأجانب والمحليين الذين يستطيعون تسيير أي مواجهة وفق ما يشتهون.
كاتب رياضي : nsns5555@hotmail.com