كتب- خالد الدلاك:
هاتفني زميلي وصديقي النصراوي العزيز بعد مباراة الهلال والنصر الأخيرة ضمن كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال والتي انتهت بيضاء النتيجة واهلت الهلال لدور الأربعة.. هاتفني زميلي العزيز ليفاجئني بقوله إن الحظ وقف مع الهلال في المباراة وان النصر أضاع نتيجها وانه المسيطر على مجريات اللعب.. ظننت للوهلة الأولى أن صاحبي قد شاهد مباراة أخرى غير التي شاهدناها ظننت أن لديه عمى ألوان مؤقت.. اعتقدت أنه يداعبني ويهدف إلى أن يرفع ضغطي ليعادل بالتأكيد ضغطه المرتفع ولكن عندما تأكدت أن الرجل جاد في رأيه.. ومتمسك بموقفه.. وافقته في النهاية على رأيه بأن الهلال بالفعل محظوظ ولكن ليس في هذه المباراة.. وإنما الهلال محظوظ باسمه وصيته ومكانته وزعامته للأندية السعودية.. محظوظ بجماهيره الغفيرة التي تحتشد أينما حل ورحل في كل مدرج وفي كل مدينة تقف خلفه وتدعمه وتشد من أزره وتزفه للبطولات والأمجاد.. سعيد برجاله الأوفياء الأقوياء الحكماء الذين يتشرف أي نادٍ بانتمائهم إليه وحمل عضوية شرفه.. محظوظ بنجومه المتألقين البارزين المبدعين الذين رسخوا في ذاكرة المجد العربي والآسيوي والدولي.. محظوظ بأن اسمه الهلال ومكانه دائماً مضيء وشامخ في السماء لا شهادة إلا من يرغب التطلع إلى القمة متجاهلاً من هم في القاع.... وحتى من يقابله من الفرق الأخرى محظوظ أيضاً فلا أبالغ إذا قلت إن معظم لاعبي أندية فرق دوري المحترفين تتمنى اللعب أمام الهلال.. بل إن الأمنية تصل إلى حد الرغبة في أن تخوض فرقهم جميع مبارياتها أمام زعيم الكرة الآسيوية والسبب أن الأوضاع الإدارية داخل أنديتهم تختلف وتنقلب الأمور رأساً على عقب قبل ملاقاة الهلال حيث تصرف الرواتب والمكافآت المتأخرة وتحل أزمة العقود، إضافة إلى تحفيزهم بهبات وعطيات ووعود في حالة تحقيق الفوز.. ويصاحب ذلك العطاء السخي والكرم الحاتمي غير المعهود تعامل طيب ومختلف عن السابق وابتسامة من النادر ما تظهر من رئيس النادي في وجوه اللاعبين.. وهي بلا شك ابتسامة استجداء ومجاملة لهم، وذلك من أجل أن يشدوا الحيل ويضاعفوا الهمة والجهد بمعنى أوضح أن اللاعبين يعيشون أيام عسل معدودة مع الإدارة، فالطلبات مستجابة والأمنيات محققة وليس على اللاعب فقط إلا أن يأمر ويتدلل ويترك الباقي على الإدارة، فالرغبة ستنفذ في الحال من أجل أن يكون اللاعب في وضع نفسي جيد يؤهله لتقديم العطاء الكامل أمام الفريق الأزرق.. وغير المال فهناك الدلال أيضاً فلا يهم أن يتخلف اللاعب ويغيب عن التمرين أو يثير أي مشاكل، فالأخطاء بغض النظر عنها مسموح بها حتى إشعار آخر.
وحتى اللاعبين أنفسهم يرون أنهم محظوظون باللعب أمام الزعيم لأن هناك دافعاً بداخلهم يجبرهم على تقديم عطاء مختلف أمام الهلال، فمثل هذه المباريات تعد من المباريات الجماهيرية وتسلط عليها الأضواء الإعلامية وتعد بالتالي فرصة للبروز والتألق لعل يكون هناك من يحظى بعرض للانضمام للفريق الأزرق.. كما أن التسجيل في مرمى الهلال يساهم في ارتفاع أسهم اللاعب في بورصة البيع والشراء.
والأمر لايتوقف على اللاعبين والإداريين فقط بل تمتد الفوبيا الهلالية أيضاً إلى أعضاء الشرف الذين يعودون لأنديتهم بحقائب مملوءة وجيوب منفوخة ويعدون بتقديم المزيد من الدعم والعطاء في حالة الفوز على الهلال.
ولا تلام كل الأطراف على ذلك، فالفوز على الهلال بمثابة بطولة والانتصار لايضاهيه انتصار.. ويظل الهلال دائماً في القمة وبمستوى المواجهة ومن عقد إلى آخر يتغير المنافس والخصم ويبقى الهلال الطرف الثابت في حصد البطولات والمنافسة عليها وتبقى منصات الذهب والتتويج عنواناً دائماً لوجوده وأفراحه فهل بعد ذلك من حظ لا أعتقد..!!