هل بات أمراً عادياً من المسلمات عندما تصادفنا صبية يافعة نضرة في المنزل تقول لنا..... (طفشانة... زهقانة)؟.. هل نغمض أعيننا ونصم آذاننا عن الرسالة المحتدمة المخبأة داخل هذه الشكوى؟.. أعتقد بأن هذه الكلمة تحمل مؤشراً خطراً، بل قد تكون المحرض والمفتاح الأول باتجاه بوابة الشيطان، وبالتالي المسؤولية الوالدية تحتم علينا إعلان حالة استنفار في المنزل لا أن نأخذ الموضوع كظاهرة طبيعية تصيب الفتيات أثناء الإجازات.
إنه الصبا والشباب يتدفق في العروق، وفي منازل تحتشد بالخادمات، سيكون من المؤلم أن نسلم تلك الحيوية والطاقة لهدر ساعات التلفاز والإنترنت والعوالم الغامضة التي يلجونها بعيداً عن رقابتنا لأن هذا الإهمال وغياب الوعي عن خطورة القضية هو بالتحديد.... ما يجب أن نطلق عليه قلة الحياء!!.
عندما نهمل واجباتنا كأهل وأصحاب وصاية، (لا سيما أن عملية الحصار الشامل والمنع والقمع أثبتت عدم جدواها تربوياً ونفسياً وعقلياً) وعندما نتقاعس عن إيجاد حلول جذرية مستقاة من أسس تربوية سليمة.. فهذا هو قلة الوعي مع انعدام الحياء والذنب الكبير الذي نقوم به ضد أولادنا.
تركيباتنا الجسدية التي فطرنا عليها الخالق تقوم على النشاط والحركة والحيوية، والخمول والركود والكسل يفضي بنا إلى تعقيدات لا متناهية من الأمراض الجسدية والنفسية، ولطالما تناقلت الصحف والمجالس قصص الانحرافات السلوكية، والشذوذ، والجموح في أوساط المراهقات، والناتج عن غياب الأنشطة البدنية والفكرية والثقافية التي تعلي من الطاقات وتستثمرها في تطوير الشخصية ونضجها وتأهيلها كشخصية سوية فاعلة اجتماعياً.
بل إن الخمول والركود المتقاطع مع الوظائفية التي فطرت عليها أجسادنا، هي عملية انتحار بطيء ضد هذه الأجساد، ومشهد الأجساد المترهلة المتكدسة شحماً ولحماً بات مشهداً مألوفاً في المجتمعات النسائية لدينا.
التزام ممارسة الرياضة بالحجاب الشرعي، وضمن محيط نسائي آمن يزيل عن رياضة النساء المحاذير الشرعية, ويبقيها كنشاط جسدي صحي ونافع له أهمية قصوى لا سيما في مرحلة المراهقة.
اتفقت شعوب الأرض على أهمية الرياضة للارتقاء بالقدرات الشابة وصقلها وتهذيبها وصرف الطاقات المتقدة في سن اليفاعة والصبا بالمفيد والنافع، لا سيما أن المردودات الإيجابية للرياضة لا تنحصر فقط على المستوى الجسدي بل تتجاوزها إلى النفسي والاجتماعي، من خلال تطوير القدرات على العمل وسط فريق، والتحفيز، والانضباط بالوقت، والالتزام بالتدريب، وجميع الخصائص التي يحتاجها الأفراد للولوج للحياة العملية كأشخاص أسوياء قادرين على الانضباط والالتزام والعمل كأفراد نافعين ومنتجين في محيطهم الاجتماعي.... بعد هذا كله ألا ترون أن منع الرياضة عن الفتيات هو قلة حياء؟.