Al Jazirah NewsPaper Tuesday  28/04/2009 G Issue 13361
الثلاثاء 03 جمادى الأول 1430   العدد  13361
غياب الرقابة يساهم في تفاقم المشكلة
بعوض حمى الضنك يهدد سكان جنوب جدة

 

جدة - خالد الصبياني

قدَّم سكان من جنوب جدة شكوى إلى المجلس البلدي وأمانة مدينة جدة من تخوفهم من كثرة المستنقعات والأحواش العشوائية المهجورة التي تمثِّل بؤرة لتجمُّع وتكاثر البعوض النقال لحمى الضنك، مشيرين إلى أن غياب الرقابة عن هذه الأحواش ساهم في انتشارها واستثمارها من قِبل بعض أصحاب المؤسسات ضعاف الأنفس، وكذلك استخدامها من قِبل المجهولين في ممارسة أعمال الرذيلة بعيداً عن أعين الجهات المختصة.

(الجزيرة) قامت بجولة بجنوب جدة ووقفت على الكثير من المستنقعات والأحواش والمنازل المهجورة والتي تحول بعضها إلى مستودعات للخردة ومخازن للمعلبات التي يتم التقاطها من قِبل الإفريقيات النابشات في حاويات القمامة.

وأكد المهندس الزراعي محمد حبيب بخاري بأن هذه الأحواش تعتبر بؤراً لحمى الضنك ومرتعاً ملائماً لتكاثر البعوض الناقل للداء، بفضل وجود المحفزات الملائمة من مياه داخل بعض العلب المرمية ولوجود الرطوبة بسبب تراكم بقايا الخبز أو النفايات.

وأوضح أن بعوضة الضنك تقوم بتبييض أربعمائة بيضة كل ثلاثة أيام مما يشكل خطراً كبيراً بسبب هذا التكاثر المستمر، في ظل غياب فرق المكافحة والتي في حال وجودها فإنها تستخدم مبيدات يطال ضررها البشر ذاتهم.

واقترح بخاري أن يتم استخدام المبيدات الحيوية للمكافحة مثل (عفن الخبز) وذلك لاتقاء الأضرار المستقبلية للمبيدات الضارة، مستشهداً بما ذكره أستاذ علم الوظائف في جامعة كاليفورنيا الدكتور مايكل فرانك بأنّ هناك أنواعاً من المبيدات لها خصائص كيميائية مماثلة للهرمونات مثل ال(دي دي تي) والكيبون وميسوكس كلور والفيوريند واللندين والباير سرويد، وبعض المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم، وكلها تستخدم في العالم الثالث بلا حساب وبلا رقيب لدرجة أنهم في الولايات المتحدة رغم حذرهم لاستخدامها فإنّهم خائفون منها لأنها تصل إليهم عن طريق الطيور المهاجرة أو تحمل عن طريق عوامل الجو المختلفة، وهذه المبيدات لها تأثير هرموني على الجسم قد تؤدي إلى خلل في الصفات الوراثية الذكرية والأنثوية، مما يزيد نسبة الجنس الثالث والعقم.

وفيما يتصل بالأحواش المهجورة دعا بخاري عمد الأحياء وجهات الاختصاص بالتدخل السريع لردع أصحاب هذه الأحواش والمنازل المهجورة والقبض على العمالة وترحيلها.

وعلى الصعيد ذاته أوضح المهندس الكيميائي حسن الزهراني بقوله: إن البعوض الناقل لحمى الضنك هو من جنس (الآيديس)، ويختار بيئته بعناية ولهذا يسميه بعضهم (بالبعوض المدلل)، فهو لا يختار إلا المياه النظيفة الراكدة، ولذا فإنّ المياه الراكدة لأيام داخل منازلنا وسطٌ يفضِّله هذا النوع من البعوض، كما أن الإطارات المهجورة والمحتوية على كميات من المياه حتى وإن كانت ضئيلة، تعتبر وسطاً لتوالد هذا النوع من البعوض، كما أن خزانات المياه في المباني تحت الإنشاء إضافةً إلى خزانات المياه في المشاتل والمياه الراكدة للمسابح المغلقة تعتبر أماكن مفضلة.. موضحاً أنّ المبيدات المستخدمة للرش لها نشرات علمية تحدد نسب الخلط والتركيز حسب ما يرد في النشرات المعتمدة من الشركات المصنعة لها، وعلى هذا فإنّ استخدامها وفق هذه المعايير المحددة من شركات التصنيع العالمية لا يؤدي إلى مشاكل صحية، إذا ما تم اتباع التعليمات بدقة، وإنه لا يوجد دليل طبيعي لاستخدام المبيدات الكيميائية، لكن التخلُّص من مصادر توالده كالتجمعات المائية والمستنقعات، إضافة إلى التوعية المبنية على أسسٍ علمية مدروسة، يساهم دون شك في التغلب أو في التخفيف من انتشار أو تكاثر هذا النوع وغيره من أنواع البعوض المؤذي، وإن تركيب سلك صغير المسام على النوافذ واستخدام الناموسيات عند النوم ولبس الملابس ذات الأكمام الطويلة هي وسائل طبيعية يُنصح باستخدامها لمن يمكن أن يتعرضوا لهذا النوع من البعوض.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد