بأشبه ما يكون بالوقت الإضافي الذي يضيفه حكام المباريات الرياضية التقى وفدا حركتي فتح وحماس في القاهرة لمعالجة النقاط التي لم تحسم في جلسات الحوار الوطني الفلسطيني.

هذه اللقاءات لا ينتظرها الفلسطينيون فحسب، بل كل العالم ينتظر نتائجها، بانتظار أن يحسم أكبر فصيلين فلسطينيين أمرهما، ويُنهيا أولاً التقسيم الإجباري بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي فرضته حالة العداء ثم الاحتراب بين الحمساويين والفتحاويين.

أيضاً ورغم توفر الأموال إلا أن إعمار قطاع غزة الذي تعرض للتدمير على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي ينتظر اتفاق الفلسطينيين على حكومة وحدة فلسطينية تشرف على بدء تنفيذ الإعمار، أو على الأقل اتفاق (حكومتي) غزة ورام الله على تحديد جهة محايدة وأمنية للإشراف على أموال الإعمار..!!

أما بالنسبة للمتغيرات الإقليمية والدولية فالخلاف الفلسطيني - الفلسطيني وغياب التفاهم بين أبناء الوطن الواحد جعلا الإسرائيليين يصعّدون من تعنتهم، فيظهر وزير خارجية الحكومة المتطرفة الجديدة ليبرمان ليزعم أن الضفة الغربية (أرض متنازع عليها) بتحديد مصيرها بالتفاوض..!!

ماذا أيضاً سيضيع لانشغال الفلسطينيين بالكيد لبعضهم البعض؟!!

الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته السيدة هيلاري كلينتون ومبعوثهما للسلام جورج ميتشل يتحركون بجد لغرض خيار الدولتين وإظهارهم الاستعداد حتى للصدام مع حكومة نتنياهو المتطرفة ومواجهة لوبي إسرائيل في واشنطن؛ لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية، الذي يكاد يتسرب بعد أن أقام الفلسطينيون لهم دولتين واحدة بغزة محاصرة.. وأخرى في رام الله يعتبرها ليبرمان أرضاً متنازعاً عليها..!!

ماذا بعد يا مَنْ تجتمعون بالقاهرة..؟!!

روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي والدول العربية المحورية بدأت الإعداد لمؤتمر موسكو الذي يندرج ضمن مؤتمرات السلام التي اتفق على عقدها لتحريك جهود السلام، وهذه الأطراف الدولية الأربعة المؤثرة تتحرك وتلتقي ويجتمع مندوبوها في حين لا يزال الفلسطينيون مشغولين في الكيد لبعضهم البعض، بل وللأسف التآمر ضد بعضهم البعض، مستعينين بأطراف إقليمية ثبت استغلالهم للفلسطينيين، ومع هذا ما زال البعض من هؤلاء الفلسطينيين متعلقاً بهم..!!