Al Jazirah NewsPaper Monday  27/04/2009 G Issue 13360
الأثنين 02 جمادى الأول 1430   العدد  13360
أدونيس: الحضارة العربية في طور الانقراض

 

العراق - (أ ف ب)

اعتبر الشاعر أدونيس خلال ندوة ثقافية في إقليم كردستان العراق، بدعوة من المؤسسات هناك، أن الحضارة العربية دخلت طور الانقراض، دافعاً عن نفسه تهمة التهجم على الأكراد.

وقال الكاتب السوري أمام عدد كبير من المثقفين الأكراد مساء الخميس إن (جميع الحضارات الكبرى في التاريخ انقرضت من السومريين إلى البابليين والفرعونيين، بمعنى أن الطاقة الخلاقة عندهم انتهت، اكتملت دورة الإبداع؛ ولذا فإنهم ينقرضون؛ حيث لم يعد لهم حضور خلاق في الثقافة الحديثة الكونية).

وتابع متسائلاً: (لو اجتمع الأمريكي والأوروبي والعربي على سبيل المثال على طاولة واحدة، تُرى ماذا يمكن أن يقدمه العربي؟ لا شيء).

وشدد على أن (الثقافة وجهة نظر وحوارات وليست سكة لقطار واحد). ولفت أدونيس - وهو أبرز الشعراء والكُتّاب المثيرين للجدل في العالم العربي - في معرض حديثه عن الثقافة العربية إلى أنها (ثقافة مؤسساتية وليست حرة ومستقلة).

مضيفاً بأنه لا يوجد مكان أو دور للمثقف في مجتمع لا يعترف بأن الثقافة مسألة عضوية في وجوده وليست مجرد مؤسسة، الثقافة عند العرب مجرد مصلحة مثل وزارات الكهرباء أو التموين فعندنا وزارة الثقافة مجرد وظيفة تقوم بقدر ما تراه السلطة). وأضاف (لذلك؛ فإن المجتمع العربي يفتقر إلى الثقافة المستقلة الحرة، ونحن نختبر بأنفسنا ونرى كيف تكون القضايا الثقافية عندنا، نخطئ كثيراً عندما نقارن أوضاعنا الثقافية بأوضاع الغرب).

ونفى أن يكون وصف الحضارة العربية بأنها (جثة نتنة) قائلاً: (لقد أعلنت مرة وما أزال أن الحضارة العربية انقرضت، والعرب ينقرضون، لكنني لم أقل إن الحضارة العربية جثة نتنة فأنا أتحدث عن أبي تمام والمتنبي وامرئ القيس، ومستحيل أن أقول ذلك).

وتابع: (أرجو ألا تصيب عدوى العرب الوسط الثقافي الكردي).

من جهة أخرى، قال أدونيس إن (الشعر عطر العالم، لكن عندما يتحول الشعر والفن بشكل عام إلى وسيلة أو أداة ينتهي الفن؛ لذلك قررت أن أترك العمل السياسي).

ودافع عن اتهامه في وقت سابق بمهاجمة الشعب الكردي قائلا: (ليست أولى الشائعات، لكنني أعتقد أن من واجب المثقف ألا يقول أبداً يقال عنك أنك كذا? عليه أن يقول قرأت لك مقالة في المصدر الفلاني).

وأضاف: (مع الأسف لا نزال نعيش زمن الشائعات، وبدلاً من التأكد منها بأنفسنا نتبناها. هذا يمكن فهمه في الإطار السياسي لكن لا يجوز أن تنتقل هذه العقلية إلى الوسط الثقافي.. ومن المؤسف أن يكون هذا الوسط مليئاً بهذه الشائعات).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد