حتماً لن أستطيع الوفاء)، قالتها قارئة وسمت نفسها ب(قارئة النور)، وتركت اسمها لديَّ في ذاكرة الحفظ، وتكمل رسالتها:
(كما للكاتب أهدافه، ورسالته، فإن للقارئ أهدافه أيضاً ورسالته، الفرق بينهما أن الكاتب يمسك القلم وله حيز في صحيفة أو مجلة، ويملك حقاً مشروعاً في التعبير والضوء الأخضر بين يديه لينشر ما يكتب، أما القارئ فلديه ما لدى الكاتب من أفكار وله قلمه الذي يسجل به أفكاره، لكنه فقير من بقية ما للكاتب من متاحات، فيبقى ما يقول من أفكار ويريد من أهداف حبيس أوراقه، نحن مثلكم نطمع في المدن الفاضلة، ونحلم بعالم مثالي، ونعمل على غرس الفضائل في صدور صغارنا، ونتأفف من رمي القاذورات في الشارع، المشكلة هي في أننا لا نستطيع الوصول، لكن يا سيدتي أريد أن أقف وقفة وفاء معك تحديداً: فقد وصل صوتي ودوماً يصل عن طريق قلمك ومساحة زاويتك، وأريد أن أكون اليوم صريحة معك وصادقة مع الوفاء الذي لا أقدر عليه، فأنا من راسلتك بأسماء عديدة فكتبت عن أفكاري: عن المعلمين، ومشكلات الشباب في الأسواق، والحاجة لوالدين واعيين بمراحل نمو أبنائهما، وعن ثقافة العصر والحاجة للحفاظ على لغتنا، ناقشتك كثيراً في تعقيباتي، ووجدت أن القارئ حين يقابل كاتباً يُمثِّله ويتحدث بصوته، فإنه لا يحتاج لمساحة في صحيفة، ولا لضوء أخضر للنشر، ولن تنام أفكاره ولا تتبخر أحلامه، فكاتبه يُمثِّله وهو هو في المواقف كلها، ولذلك فإن أهدافه لن تتشظى ولن تتلاشى، أشكرك د. خيرية، لقد كنت لنا في الجامعة خير قدوة وفي الكتابة باباً للحياة..).
** قارئة النور، حين تتحقق أنموذجية العلاقة بين الكاتب والقارئ فلن نتأوه حسرة على ماء عيوننا.. حين تكون حروفكم هي النور.. وأحلامكم الأجنحة بينما فضاءات الحرف ميادين الفرح ومنتهى الامتثال.. شكراً لكِ ولكل قرائي القديرين ممن يقرؤون ويعقِّبون ويراسلون، ومن ثم هم صفوة القارئين.. بارك الله فيكم.