«الجزيرة» - طوكيو:
كشف وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي بأن التزام المملكة بتوفير النفط في الأسواق العالمية وللدول النامية والناشئة يستند إلى خطط وإجراءات حقيقية وملموسة، تدعمها روس أموال تصل إلى حوالي 70 بليون دولار مخصصة لتنفيذ المشاريع الرأسمالية.
وأكد أن الطلب على مصادر الطاقة سيستمر في التزايد خلال الأعوام المقبلة إذا ما أخذ في الاعتبار الانتعاش الاقتصادي الوشيك، والتطلعات الدائمة لجميع الأمم والشعوب لتحقيق النمو والازدهار.
وقال النعيمي: يدعم هذا الاتجاه الزيادات السكانية الهائلة المتوقعة خلال العقود القادمة في جميع أنحاء العالم، والتي تعتمد اعتمادًا كثيفًا على الطاقة. وأضاف: سيكون النفط، الذي أسهم بصورة هائلة في إحداث نقلة نوعية في جميع أوجه الحياة في القرن العشرين، على أهبة الاستعداد لمد العهود الجديدة من النمو والتطور والارتقاء بأسباب الحياة من جديد وقال النعيمي الذي كان يتحدث في طوكيو أمس عبر الاجتماع الثالث لوزراء الطاقة في آسيا: البيئة التي نعايشها اليوم تمثل تناقضًا حادًا لما شهده العالم من نمو اقتصادي متسارع ودائم بين (2003 و 2007) وذلك عندما شهد إجمالي الناتج المحلي في جميع دول العالم أسرع أربعة أعوام من النمو المتواصل خلال 20 عامًا.
ودعا النعيمي الدول المستهلكة والمنتجة على حدٍّ سواء لمواجهة التحديات الرئيسة وطويلة الأمد فيما يتعلق بأسعار النفط وتأمين مصادر الطاقة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وأضاف: الارتفاع والهبوط الحادين في الأسعار غير مبرر وغير قابل للاستمرار ومثل هذه التقلبات تشكل أخطاراً كبيرة تحدق بقطاع الطاقة وتابع النعيمي: حذرت في أكثر من مناسبة بأن إذا الأسعار بقيت متدنية لمدة طويلة، فإن ذلك قد يمهد الظروف في المستقبل لحصول ارتفاعات وتقلبات قياسية في الأسعار.
إن النتيجة المريرة التي تنجم عن مثل هذه الظروف تتمثل في إعاقة تعافي الاقتصاد العالمي من هذه الكبوة التي يشهدها حاليًا، ونقص الإمدادات اللازمة لمحركات الاقتصاد العالمية، وكذلك الدخول في حلقة مفرغة من تقلبات الأسعار.
وتمني النعيمي أن يتغلب التعاون الجماعي على التحديات الدائمة والمستمرة المتعلقة بأمن الطاقة وقال: يتمثل أحد هذه التحديات في الخوف المصطنع والتشاؤم غير المبرر بشأن إمدادات النفط والطاقة الإنتاجية، والذي لا يستند إلى أسس علمية أو اقتصادية، وهو الأمر الذي يعزز من نظرية الندرة في موارد الطاقة ومضي: هذه السلبية هي التي أسهمت بشكل كبير في الصعود الصاروخي للأسعار الذي شهدناه في الفترة الماضية.
وأضاف: سواءً كانت هذه الشكوك تستند إلى الانطباعات الخاطئة بشأن كفاية الإمدادات، أو المصادر الجغرافية، أو الآثار البيئية، فإن السلبية تظل غير مبررة إطلاقًا وتضر بالمنتجين والمستهلكين على حدٍّ سواء. وقال النعيمي: لعلى على يقين تام بأنه يتعين علينا جميعًا دعم الجهود العلمية والتقنية التي تسعى إلى إيجاد الحلول اللازمة لتحسين كفاءة مصادر الطاقة واستمراريتها.
كما أنني أعتقد أيضًا بأنه يجب علينا جميعًا أن نجدد التزامنا بإظهار قدر أكبر من الشفافية في هذا المجال، وذلك من خلال تبادل المعلومات المتعلقة بالسياسات والإحصاءات والتوقعات وتحسين مستويات الدقة فيها، بما في ذلك تقديم كل الدعم والتأييد إلى الجهود الرامية إلى تعزيز (مبادرة تبادل معلومات البترول)، وحول الانكماش الاقتصادي الذي يشهده العالم حاليًا قال النعيمي: إنه القي بظلاله القاتمة على قارة آسيا بأسرها كما أن النمو المثير للإعجاب الذي شهدته الإحصاءات الاقتصادية للقارة والذي يتمثل في القوة الشرائية، وتزايد النشاط التجاري والاستهلاك، والاحتياطيات الضخمة المودعة في البنوك المركزية الدولية، قد شهد انخفاضاً حادًا بسبب نقص رؤوس الأموال الاستثمارية والطلب العالمي المتباطئ.