تعرض منتدى الغد، نحن والشباب شراكة، لعدد من الموضوعات منها التحديات التي تواجه الشباب، ومشاركة الشباب في صنع القرارات المجتمعية، والفجوة بين تطلعات الشباب والواقع، وتعزيز الثقافة المهنية، وأخلاقيات العمل..
وقد كانت رسالة رئيسة المنتدى أن المنتدى تهدف إلى إيجاد إطار مناسب لطرح ومناقشة سبل تفعيل الشراكة المجتمعية لتحقيق تنمية شاملة مستدامة، لمواكبة الحراك الفكري الاقتصادي المتسارع ومواجهة التحديات العالمية وتعزيز تنافسية اقتصادنا الوطني.
أما هدف المنتدى العام فهو تعزيز دور الشباب كشريك في الرؤى والمسؤوليات والأعباء والطموحات التنموية وتطوير إمكاناتهم وبناء قدراتهم للمساهمة بدور فعَّال في تحقيق أهداف التنمية الشاملة. وفي هذا الإطار فقد ناقش كتاب قراءة في عالم الشباب نقلاً عن الشبكة المعلوماتية مشاكل الشباب، حيث ذكر أن لكل مرحلة من مراحل الحياة خصوصياتها الخاصة بها من التكوين العقلي والجسدي والأمراض الجسمية والمشاكل النفسية والممارسات السلوكية.
فلكل من مرحلة الطفولة ومرحلة ما قبل المراهقة ومرحلة المراهقة وكذا الكهولة والشيخوخة خصوصياتها، وإن الفرد يحمل معه في كل مرحلة بعضاً من آثار المرحلة السابقة التي كثيراً ما تسلك أساساً للمرحلة اللاحقة. ولعل المشاكل التي تنشأ في مرحلة الشباب والمراهقة هي من أخطر المشاكل وأكثرها أهمية. وأبرز المشاكل التي تحدث للشباب ويعانون منها معاناة شخصية أو يحدثونها لأسرهم ومجتمعاتهم هي ترك الدراسة، والتمرّد، وتسلّط الخيال وأحلام اليقظة، والغرور وعدم تقدير العواقب، والقلق والشباب والجنس، وتناول المخدرات والتدخين، والبطالة.
وبتناول أحد هذه المشاكل وهي الشباب وترك الدراسة فإن الكاتب يذكر أن التربية والتعليم والتأهيل العملي للحياة قضايا أساسية في حياة الإنسان، ففاقد التربية السوية التي تعده لأن يكون فرداً صالحاً في بناء المجتمع وإنساناً مستقيماً في سلوكه ووضعه النفسي والأخلاقي يتحول إلى مشكلة وخطر على نفسه ومجتمعه. والفرد الذي لا يملك القسط الكافي من التعليم والمعرفة التي يحتاجها في الحياة هو جاهل يضر نفسه ومجتمعه ولا يمكن أن يساهم في بناء حياته أو مجتمعه بالشكل المرجو من الإنسان في هذا العصر. فالأبوان الجاهلان لا يعرفان كيف يربيان أبناءهما، والزوجة الجاهلة لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها، والفلاح الجاهل لا يعرف كيف يستخدم طرق الزراعة، وصاحب الثروة الجاهل لا يعرف كيف يوظّف ثروته. وهكذا ينسحب أثر الجهل في كل حقل من حقول الحياة. وليس هذا وحسب، بل إن الجهل هو مصدر الشرور والتخلّف، بل سبب رئيسي من أسباب الجريمة في المجتمع، فالمجتمع الجاهل أو المثقل بالجهل لا يمكنه أن يمارس عمليات التنمية والتطور والخلاص من التخلّف والتغلّب على مشاكله السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والشباب الأمي أو الذي لم يستوف القدر الكافي من المعرفة والثقافة وكذا الذي لا يملك التأهيل العلمي كالحرفة والمهنة لا يمكنه أن يؤدي دوره في المجتمع أو يخدم نفسه وأسرته بالشكل المطلوب. وتفيد الدراسات والإحصاءات أن الأمية والجهل وقلة الوعي والثقافة هي أسباب رئيسة في مشاكل المراهقين والشباب. وبذا تكون مشكلة الأمية وضعف التأهيل العلمي من أهم المشاكل التي يجب التغلّب عليها من قِبل الأسر والدول. وغير هذه المشكلة فإن هناك مشكلة ترك الدراسة في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو الجامعية، وهي إحدى المشكلات الكبرى التي عرَّضت وما زالت تعرِّض مستقبل الشباب للخطر؛ فهي تدفعهم للبطالة وللتسكع واقتراف الجرائم والممارسات السلوكية المنحرفة ما لم يكن هناك إصلاح أو توجيه أسري أو رعاية اجتماعية. ولترك الدراسة أسبابها النفسية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية، والصحية. كما أن للتشرد وعدم الاستقرار الأمني دوره الكبير في ترك الدراسة وانتشار الأمية. وهناك سبب مدرسي يساهم في الإرغام على ترك الدراسة من قِبل البعض من الطلبة وهو سوء تعامل الإدارة أو المدرسين مع الطالب أو الطالبة. إن الطالب الذي يعيش مشكلة نفسية ربما كان سببها الأسرة وسوء تعامل الأبوين أو المشاكل المستمرة بينهما أو مشاكل الطلاق التي تؤدي إلى ضياع الأبناء وتشردهم أو تقصير الآباء وعدم رعايتهم لأبنائهم وإهمال حثهم وتشجيعهم وعدم توفير الظروف اللازمة لمواصلة الدراسة، إن كل تلك المشاكل تساهم في ترك عدد من الطلبة للدراسة وفقدان الدافع نحو مواصلتها، كما أن انصراف ذهن الطالب عن الدراسة وارتباطه بأصدقاء السوء أو أصدقاء فاشلين يدفعونه نحو اللهو أو اللعب والعبث أو الممارسات السيئة. إن كل تلك الأسباب تؤدي بالطالب إلى ترك الدراسة وتدمير مستقبله وربما الجناية عليه. ولعل من الأسباب المهمة لترك الدراسة بصورة اضطرارية أو التوقف عن إكمالها هو الفقر، فالعائلة الفقيرة لا تستطيع أن توفر النفقات اللازمة لدراسة الأبناء مما يضطر الطالب إلى ترك الدراسة في فترات مبكرة وهو لم يستوف القسط الكافي منها ليتوجه إلى العمل وكسب لقمة العيش. إن كل تلك المشاكل وأمثالها بحاجة إلى دراسة علمية ووضع الحلول لها من قِبل الدولة والأسرة والمجتمع والمدرسة. لقد تميَّز منتدى الغد بالواقعية والشفافية وقد وجد الشباب والشابات المشاركون في المنتدى ترحيباً كبيراً بآرائهم وتصوراتهم، وقد تم إعطاؤهم الفرصة الكاملة ليعبِّروا عن مشاعرهم ومشاكلهم ورؤاهم المستقبلية ويناقشوا مطالبهم مع مقدمي أوراق العمل ومع بعضهم البعض.
وعلى الله الاتكال.