Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/04/2009 G Issue 13359
الأحد 01 جمادى الأول 1430   العدد  13359
وداعاً يا مؤرخي البلدان
محمد بن عبد العزيز الفيصل

 

تفتقد بعض بلدان المملكة العربية السعودية لمؤرخين من أهلها ممن يدون تاريخ البلد عبر المصادر المختلفة، وعندما يوجد مؤرخ من البلد يكون أقرب للواقع ممن يكتب من غير أهل البلد، وقد ارتبط حب الناس لبلدانهم أن ألفوا عنها كتباً سواء في تاريخها أو سير أعلامها أو أنسابها، وغير ذلك من المجالات الأخرى والشواهد على ذلك كثيرة من كتب الماضين.

وفي العصر الحديث ومن خلال ما يصدر من كتب ظهر لنا باحثون مهتمون بكتابة تاريخ بلدانهم بذلوا جهوداً عظيمة في سبيل توثيق تاريخ بلدانهم حتى أفناهم الموت وكتابتهم لتاريخ بلدانهم تعد جزءاً من تاريخ المملكة العربية السعودية، ولقد فقدنا قبل فترة مؤرخين من مؤرخي البلدان كانت لنا معهم جلسات تاريخية مفيدة لا تُنسى.

ففي ليلة الثلاثاء 13 - 3 - 1430ه توفي الشيخ المؤرخ سليمان بن إبراهيم الدخيل من أهالي بلد ثرمداء البلد العريق في التاريخ، وكان الشيخ من المهتمين في تاريخ بلد ثرمداء حتى إنه أفنى عمره رحمه الله في إعداد كتاب قيم عن بلدته رجع فيه إلى المصادر المختلفة وبذل فيه الغالي والنفيس من أجل تأليف كتاب عن هذا البلد وقد أدركه الموت وكتابه في الأطوار النهائية نسأل الله أن يعجل بخروجه ويستمتع القراء بما كتبه الشيخ سليمان عن بلد ثرمداء.

وفي ليلة الأربعاء 18 - 4 - 1430هـ فقدنا مؤرخاً آخر من مؤرخي البلدان ألا وهو الشيخ عبدالرحمن بن منصور أبا حسين شيخ اجتمعنا به كثيراً مع عددٍ من الأصدقاء بجهود من الأخ يوسف العتيق كانت جلساتنا يوم الخميس من كل أسبوع يحضرها معنا الشيخ عبيد الفيصل مع كوكبة أخرى من ذوي الاهتمام التاريخي، وقد أفنى الشيخ عبدالرحمن عمره في التعليم، فقد كان أحد رواد التعليم وذو سيرة محمودة لا تمل مجالسته وكان سريع البديهة والابتسامة لا تفارق محياه، ألف عن بلدته أشيقر مهد العلم في منطقة نجد كتاباً خرج إلى القراء عام 1419هـ بعنوان الحركة العلمية في أشيقر في الماضي والحاضر جمع الشيخ فيه كل ما يتعلق ببلد أشيقر من الناحية العلمية كما خرج له كتاب آخر عام 1423هـ بعنوان تاريخ أشيقر ماضٍ مجيد وحاضر مشرق تحدث فيه عن أشيقر ماضياً وحاضراً، وكان للشيخ دراسات أخرى في مجالات الأنساب لم تظهر بعد بعنوان معجم أسر الوهبة من بني حنظلة من تميم وأعيانها فقد أدركته المنية بعد أن كبر سنه نسأل الله له الرحمة.

إن فقد هؤلاء وغيرهم من المؤرخين المنصفين مثلب كبير في تدوين التاريخ البلداني للمملكة العربية السعودية والذي نفتقد الكثير من حلقاته الزمنية عدا ما أظهره لنا هؤلاء المؤرخون في كتاباتهم وأقوالهم في وسائل الإعلام المختلفة ومثل هؤلاء يجب أن تتولى جهات معينة مساعدتهم على إتمام أبحاثهم وان تتكاتف الجهود معهم في سبيل إخراج ما لديهم من كنوز تاريخية هي في الواقع جزءٌ من تاريخ دولتنا المملكة العربية السعودية.

للتواصل مع الكاتب
ص.ب: 151191/الرياض: 11777









 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد