كتب - محرر الوراق
في مجلدين جاوزت صفحاتهما الخمس مائة صفحة وبطباعة أنيقة وإخراج متميز وورق فاخر وبمراجعة الكثير من الباحثين والمهتمين أصدر الباحث الزميل سليمان بن محمد الحديثي الجزءين الأول والثاني من كتاب الأمير محمد الأحمد السديري (المتوفى سنة 1399ه). (الحداوي: هكذا يقول الأجداد على صهوات الجياد). والحداوي ليس كتاباً في توثيق الشعر وشعر الحداء فحسب وإن كان هذا هو هدفه الأساس، بل هو موسوعة أدبية تاريخية شملت الكثير من الموضوعات المطروقة في الدراسات الإنسانية مثل الأدب والتراجم وتاريخ الجزيرة العربية في فترات شحت المصادر المتحدث عنها.
يقول محقق الكتاب سليمان بن محمد الحديثي وهو معروف بتمكنه واقتداره في دراسة النصوص التراثية وبخاصة النصوص الشعرية، يقول الحديثي: ظننت أن الكتاب ليس مهماً، ولكن ما وجدته هو العكس تماماً، فقد وجدت الكتاب مليئاً بالأحديات، وفي كثير منها يورد المؤلف المناسبة ويشرح الألفاظ، ويتحدث عن الشخصيات، ويعرف بهم، ويذكر ألقاب كثير من الفرسان والقبائل، وعزاويهم ونخواتهم، ويستطرد فيتحدث عن بعض العادات التي كانت سائدة آنذاك، كما يورد معلومات تاريخية هامة تنير فترة غامضة من تاريخنا...
كما أشار سليمان الحديثي إلى جانب مهم يؤكد أهمية نشر الكتاب، حيث قال في مقدمته المهمة للتحقيق: ووجدت أن كثيراً من الأحديات التي نشرها أحدهم منسوبة لهذا الكتاب نشرت بشكل محرف مخالف لما وجدته بخط المؤلف وما سمعته بصوته.
ويضيف يزيد بن محمد الأحمد السديري، نجل المؤلف جانباً مهماً في هذا الكتاب حيث يقول: إن هذا الكتاب يتضمن أكثر من ألف أحدية قيلت في القرون الماضية غالبها لم ينشر من قبل.
هذا بعض من أهمية الكتاب، أما عمل الحديثي في ضبط النص ونشره فقد ارتكز على عدة محاور نذكر منها وباختصار: المقارنة بين الأشرطة والدفاتر المتضمنة لهذه الأحديات، مع ترتيب الأحديات حسب قائلها وفق حروف المعجم، وترجمة الأعلام الواردين في النص، وشرح غريب الألفاظ، وضبط ما يجب شكله حتى يُقرأ بالشكل السليم، وأخيراً التعليق على بعض الأحداث التاريخية وفق المصادر والمراجع.
ومن أكثر ما يميز هذا العمل - بل يجعله مصدراً ثرياً - كونه حظي بمراجع واطلاع نخبة كبيرة ومتميزة من الباحثين مما يدل على أهمية الكتاب والعلاقات المتميزة لمحققه مع صفوة الباحثين والمثقفين، فهذا الكتاب حظي بمراجعة كاملة أو مراجعة أجزاء منه لباحثين هم من أميز باحثي وطننا العزيز ومنهم: أبناء محمد الأحمد السديري، وفي مقدمتهم نجلاه الأمير زيد والأمير يزيد، والأستاذ الدكتور سعد الصويان والشيخ نواف بن بصيص والباحث المتميز تركي القداح والنسابة عبد الله بن عبار العنزي، والمؤرخ فايز البدراني وعبد العزيز السناح ومنصور بن مروي وعبد الرحمن السعيد وزبن بن عمير وطلال بن عيادة. ووقف الحديثي وقفة شكر خاصة مع الراحل سعد بن جنيدل -رحمه الله تعالى، ومن الطبيعي أن يقدم الحديثي شكراً خاصاً للدكتور عبد الله المنيف والذي وصفه بالحلقة الأولى في هذا العمل.
الخلاصة أن هذا العمل وبما نشر منه وما سيأتي في الطريق بإذن الله يعد نقلة مهمة في نشر الأحديات، وبخاصة أن التعامل مع الأحديات والحديث عنها يصاحبه حساسية كبيرة كون الكثير من الأحديات تقال في جوانب قد يساء فهمها، لكن هذا ما بذل الحديثي جهده في التعامل معه بطريقة مهنية عالية.
وأخير شكر خاص لناشر الكتاب ومتابع وصوله للباحثين والمهتمين يزيد بن محمد الأحمد السديري وفي انتظار بقية العمل.