الإثارة على حسب الثوابت المهنية مرفوضة، والإثارة لشد القارئ مطلوبة، والإثارة المبنية على الكذب مرفوضة في حين أن الإثارة ليتفاعل القراء مع المادة مطلوبة. وباختصار هناك شريحة من المجتمع لا تتفاعل مع بعض الموضوعات إلا بعد أن تثيرها وتقدم هذا الموضوع بشكل مختلف عن الطرح التقليدي.
والموضوعات التراثية شأنها شأن أي موضوع يطرح عبر الصحف لابد من جانب الإثارة والتشويق وإن كانت الجوانب التراثية يجب أن يصاحب طرحها شيء من النضج في الطرح وعدم قتل هيبة الموضوعات التراثية بأساليب لا تتناسب مع الطرح التراثي.
هذا باختصار جواب على سؤال بل أسئلة أو ملحوظات تأتي لي بشكل مستمر محذرة من إدخال الإثارة في الجوانب التراثية، وأنها مرفوضة جملة وتفصيلاً حفاظاً على هيبة الموروث التراثي. هذا ما أحببت أن أقوله مؤكداً ما ذكرته سلفاً من أن الطرح الصحفي التراثي في الصحف اليومية أو الأسبوعية يختلف عن الطرح في الكتب أو الدوريات المتخصصة.
ولا بأس من أن أنقل للقارئ الكريم رأياً في هذا الموضوع لزميلنا الكبير وأستاذنا خالد المالك رئيس تحرير هذه الصحيفة، حيث إني أحتفظ برأيه في هذا المجال، فالمالك يرى أن عنصر الإثارة مهم، لكنه في الموضوعات والدراسات والأبحاث التاريخية يجب عدم التوسع فيه، موضحاً بأن الحديث عن الآخرين من ناحية أنسابهم وتنقلاتهم أو من الأقدم سكنى في مكان ما، كل ذلك لا يقبل الإثارة أو المبالغات التي قد يقوم بها بعض الكتاب وربما لأهداف لا تخدم مبدأ الموضوعية في نشرها، وفي الوقت نفسه فهو متسامح مع إثارة معقولة عند الحديث عن تاريخ بلد معين، وما هي أقدم البلدان وعن مسميات المواقع القديمة وجوانب أخرى تدخل في هذا المجال مما يرى بأنه لا بأس بطرحه مع استخدام بعض الجمل والعبارات والاستشهادات التي تشد القارئ وتغريه على القراءة والمتابعة بهدف إيصال معلومة صحيحة وموثقة إليه..
هذا ما يراه أبو بشار مستنداً على خبرة قاربت النصف قرن في الميدان الصحفي، وهو من دون شك يميل إلى الجانب الأكثر تحفظاً في هذا المجال.
للتواصل/فاكس: 2092858
Tyty88@gawab.com