معلوم بأن الهلال سيلتقي اليوم بشقيقه النصر في مباراة الإياب التي على ضوئها يتحدد الفريق المتأهل إلى الدور الثاني من مسابقة
كأس خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله).
** وبما أن مرارة أحداث لقاء الذهاب المأساوية بالنسبة للهلال ونجمه (أحمد الفريدي) تحديداً.. ما تزال ماثلة، على اعتبار أن خسارة النجوم من الفداحة بحيث لا يمكن مقارنتها بأية خسائر أخرى.. ناهيكم عن آلامها وتداعياتها النفسية والإنسانية.
** من هنا فنحن نتطلع اليوم إلى مشاهدة مباراة تنافسية شريفة وخالية من مظاهر العنف والإيذاء الجسدي الذي كان العلامة الأبرز على مجريات اللقاء السابق.. خصوصاً من قبل الفريق النصراوي الذي اتضح مدى وقوعه تحت وطأة جرعات زائدة من الشحن النفسي غير المبرر (؟!!).
** (والله) ما كنت أرغب في تناول هذا الموضوع أو الخوض فيه اليوم على وجه التحديد.. لولا أنني ما زلت أقرأ حتى هذه اللحظة لبعض الأقلام ما يبعث على التوجس والخشية من استمرار الحالة التي كان عليها الفريق النصراوي خلال مجريات اللقاء السابق (؟!).
** باختصار شديد: كل الأمل أن تتضافر الجهود اليوم في سبيل إخراج مباراة تليق بسمعة الكرة السعودية.. وأن تتوافر عناصر ذلك من خلال وجود حكم لا يخشى في تطبيق القانون لومة لائم.. ومن خلال تخلص بعض العناصر من توتراتها وعقدها وترسباتها.. ومن ثم تذهب النتيجة لمن يستحقها.. لا سيما وأن المسألة لا تتجاوز كونها مباراة في كرة القدم وليست (معركة شرف).
** فهل أسمعت.. أتمنى ذلك.
لكي تصبح بطلاً: اضرب ثم اعتذر؟!
دعونا أولاً نسلم بأن إصابات الملاعب (شر) لا بد منه، مثلها مثل الكوارث التحكيمية التي ما فتئت تضرب أطنابها، وتفتك بنتائج الفرق التي لا بواكي لها، أو لا ظهر لها (؟!).
** غير أن ثمة فوارق شاسعة بين إصابات تحدث نتيجة اشتراكات عفوية على كرات مشتركة كتلك التي حدثت للمصري (عماد متعب).. وبين إصابات متعمدة أو شبه متعمدة.
** فإذا كانت المتعمدة معروفة ولا تحتاج إلى شرح أو تعريف.. فإن شبه المتعمدة تندرج تحت أكثر من عنوان وأكثر من تعريف.. بعضها يخضع لقانون اللعبة وتفسيراته، والبعض الآخر يخضع لقانون المنطق الماثل للعيان.. على سبيل المثال.
** الانبراشات الانقضاضية أو الاكتساحية التي تستهدف كل ما كان أمامها من جماد أو نبات أو سيقان بشرية، ولا فرق إن كانت الكرة من ضمنها أم لم تكن.
** كذلك من ضمن قائمة الإصابات الأقرب للعمد.. هي تلك التي كان بالإمكان تلافي حدوثها، ومع ذلك يصر مرتكبها على ارتكابها بحق الضحية.. لا سيما إذا كان موقع الصراع في منطقة من الملعب تشبه تلك التي شهدت حادثة ساق (أحمد الفريدي)؟!!
** وتبقى المسخرة بكل معانيها ممثلة في تهافت إعلامنا الرياضي (المطفوق) على الاستهتار بمشاعر الضحايا ومشاعر ذويهم من خلال المبالغة في (الاحتفاء) البليد باعتذار الفاعل، وإظهاره بمظهر الأبطال الشجعان الذين تفضلوا وتكرموا بأن (منّوا) على ضحاياهم بشيء من الاعتذار الشفهي، وبالتالي حقهم في تدوين تلك المكارم في سجل الخالدين.. وكأن العادة جرت على قيام الضحية بالاعتذار للجلاد (!!!).
** بينما المنطق يقول: إن من العدل والإنصاف إيقاف هذا النوع من المستهترين عن مزاولة أي أنشطة إلى حين عودة ضحاياهم لمزاولتها.. ولو طبق هذا الإجراء العادل فإنني أجزم باختفاء هذا النوع من الحوادث التي تسببت في الكثير من المآسي التي ذهب ضحيتها العديد من النجوم الذين لا ذنب لهم سوى أن الله قد منَّ عليهم بنعمة الموهبة (؟!!).
** على أن (المخزي) حقيقة هو اختفاء الأبواق الذين وصفهم الدكتور (مدني رحيمي) بكتّاب المحاسيب، وتواريهم عن مشهد حادثة الفريدي (؟!!).
الزئبق؟!
** تزامنت حكاية (الحظ) الذي تحدث عنه البعض على خلفية لقاء الذهاب بين الهلال والنصر.. مع موجة الحديث والبحث عن (الزئبق الأحمر) المزعوم ضمن مكونات ماكنات الحياكة العتيقة (؟!!).
** اللافت للانتباه أن التشابه الشديد لم يقتصر على مسألة التزامن في التعاطي مع الحالتين، بقدر ما تجاوزه إلى التطابق الأشد في نوعية (الكنز الوهم) الجاري البحث عنه (!!).
** الذين انجرفوا خلف شائعة الزئبق الأحمر، وبمجرد أن عادت عقولهم إلى قواعدها وبالتالي اكتشافهم كم كانت درجة الغباء السحيقة التي بلغوها من خلال انسياقهم خلف سراب الزئبق الأحمر (؟!).