قبل سنين قليلة كان سكان جنوب وشرق الرياض يشتكون من إهمال أمانة الرياض، وأن خدمات البلديات، واتساع الشوارع وتوفير كل شيء لأهل الشمال حتى أصبح الذين يقيمون في أحياء شمال العاصمة وحدهم المحظوظين الذين يتوفر لهم كل شيء... حتى المستثمرون أخذوا يتجهون لتنفيذ مشاريعهم في الشمال وترك المناطق الأخرى، فانتشرت المشاريع التجارية، وخاصة المجمعات (المولات) والمطاعم والفنادق والشقق السكنية الفندقية وغيرها من الخدمات التي تتميز بها المدن المتقدمة.
كانت الشكاوى دائماً تصدر من الجنوب ومن الشرق ومن غرب الرياض، وبعد قرابة عامين من العمل الصامت والهدوء أخذت الصورة تتبدل ودون إهمال أحياء الشمال، أخذت أحياء الجنوب والشرق والغرب تشهد مشاريع إنمائية وتجميلية وبيئية جديدة، فشهدنا تنفيذ حدائق كبرى مثل متنزهات شكلت متنفساً هاماً لأهالي الرياض وليس للقاطنين في الجنوب مثل (متنزه المناخ) وفي الغرب انطلقت الجهود لتنفيذ أكبر مشروع بيئوي وتجميلي سيحقق إضافة رائعة لمدينة الرياض، من تنفيذ واحياء مشروع (لبن) الذي سيصبغ الرياض بطابع بيئوي يجعلها واحدة من أهم العواصم العربية بل والعالمية التي تحيي رافداً يحسن من بيئة المدينة ومناخها ومناطقها السياحية والترفيهية. وما بين الغرب والجنوب ستشهد مدينة الرياض تنفيذ حدائق الملك عبدالله العالمية.. إذ ستضيف هذه الحدائق (لوحة بيئية) وزراعية رائعة لمدينة الرياض يجعل من الجناح الغربي الجنوبي منطقة جذب سياحي ليس فقط لأهل الرياض، بل ستكون هدفاً للزوار والسياح من خارج الرياض.
كل هذه المشاريع والإضافات التي تنفذ في الجنوب والغرب والتي تتفوق على مثيلاتها في الشمال والشرق بمعدل مشروعين أو أكثر مقابل واحد في الشمال، والتي تعززت بما تقوم به أمانة الرياض من تنفيذ للساحات البلدية التي تركزت أخيراً في جنوب وشرق ووسط الرياض، وهذا ما جعل الآية تنعكس، إذ أخذ أهالي أحياء الشمال في الرياض، وهم يشاهدون تنفيذ ساحات البلدية في أحياء الجنوب والشرق والوسط والغرب، يطالبون بنصيبهم من هذه الساحات التي أضافت جمالاً على جمال للرياض الجديدة التي تزهو بمشاريعها والتي تهتم بتحسين البيئة والأجواء في مدينة صحراوية أصبحت واحة غناء تضاهي في جمالها مدن الأنهار.
المهم من حق أهل شمال الرياض المطالبة بحقهم من ساحات البلدية، إلا أني فرحت بعدما سمعت مطالبات أهل الشمال الذين يريدون مساواتهم بأهل الجنوب... وهو ما يؤكد بأن أهل الرياض متساوون في جني نشاط وتميز أمانة الرياض.
jaser@al-jazirah.com.sa